راصد

اقتراح الدكتور العجمان

جاء في محلّه ووقته هذا الاقتراح بقانون الذي قدّمه – مشكوراً – مؤخراً سعادة الدكتور الفاضل عبدالعزيز عبدالله العجمان عضو مجلس الشورى ويتعلق بتعديل المادتين (12) و(16) من المرسوم بقانون رقم (14) لسنة1973 بشأن تنظيم الإعلانات، وبين في مذكرته الإيضاحية ” أن بعض الأشخاص يستخدم وسائل دعائية وإعلانات لغرض الترويج لسلع أو بضائع أو حتى في أغراض إنسانية كالتبرعات والمساعدات المالية والعينية التي تقدمها الجمعيات الخيرية أو الإنسانية أو الأفراد لأشخاص ويتم نشر صورهم وأحيانا أسمائهم مما يتسبب لهم بالحرج ونظرة المجتمع لهم على أنهم محتاجون، مخالفا بذلك الهدف من المساعدة أو المعونة لهم والتي يكون هدفها حفظ كرامة الناس المتعففين من دون التشهير بهم وبحاجتهم إلى المساعدة مما يلحق بهم الضرر المادي والمعنوي ونظرة الازدراء والاحتقار في مجتمعهم” . حيث اقترح سعادة الدكتور العجمان إضافة فقرة في المادة (12) من القانون المذكور تنص على : ” ويحظر نشر أي إعلان يتضمن صورة لأي شخص من دون رضاه، ولا يجوز في كل الأحوال أن يكون الإعلان ماسًّا بالكرامة الإنسانية أو يسبب للمنشورة صورته إهانة أو ازدراء أو احتقارا في مجتمعه”. فيما اقترح الإضافة الأخرى في المادة (16) ، وتنص على ” ويعاقب كل من ينشر صورة شخص في أي وسيلة إعلان من دون رضاه، أو يتسبب نشر الإعلان لصاحب الصورة بالإهانة أو الازدراء أو الاحتقار في مجتمعه، بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو بالغرامة التي لا تجاوز خمسمائة دينار”.

الحاجة لمثل هذا التشريع صارت ملحّة بالنظر إلى تزايد طريقة غريبة ودخيلة على أعرافنا وعاداتنا في توزيع المساعدات والإعانات لم تكن مألوفة في السابق ، أو ليست بهذه الكثرة ، تٌنتهك خلالها كرامة المعوزين والمحتاجين بعمل احتفالات ومهرجانات وبرامج لتوزيع عطايا أو صدقات أو مشروعات مثل بيوت إسكان أو بيوت تم تصليحها بعدما كانت آيلة للسقوط أو ماشابه ذلك مما يتعلق بأرزاق الناس ومعيشتهم ، فيكثر فيها التصوير والظهور أمام (الكاميرات) والأضواء الكاشفة بصورة دعائية تفقد معها معاني الإحسان والبر ، وأحياناً تكون بحضور جمهور وصحف ووسائل إعلام وربما تُسجّل أو تُنقل على الهواء مباشرة دون مراعاة لكرامة إنسانية يجب حفظها وعدم هدرها ، أو عفاف ينبغي تشجيعه أو ستر لابد عدم الجهر به أو صدقة السّر التي قال تعالى عنها : ” إِنْ تُبْدوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِي وإِنْ تُخفُوها وتُؤْتوها الفُقَراءَ فهُوَ خَيْرٌ لَكُم “.

سانحة :

يقول فضيلة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله : ” إن أعطيتموهم الصدقة ، فلاتسلبوهم الكرامة ” .

أضف تعليق