راصد

من يستطيع أن يقنعني ؟! -2

لم أتوقع أن ينال موضوع عمودي المنشور يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان ” من يستطيع أن يقنعني ؟! ” كل هذا الانتشار ، بالذات على أدوات التواصل الحديثة ، الفيسبوك والتويتر ، لولا أن لهذا الانتشار دلالة على مقدار أو فداحة الشق الذي حصل – بفعل فاعل – داخل الصف السني حينما تم إخراج أو إقصاء
تياري المنبر والأصالة من تجمع الوحدة الوطنية اللذين كانوا مؤسسيه ، ولا يمكن تصوّر أي تجمع أو تكتل لأهل السنة والجماعة بعد الأحداث المؤسفة التي مرّت بوطننا العزيز من دونهما ، وذلك مهما اختلف البعض معهما .

لا أريد أن أستعرض أو أعقّب على تعليقات الذين تواصلوا معي أو تلك التي قرأتها من ( الفيسبوكيين أو التويتريين ) حتى لا أزيد الجرح نزفاً لكن ينبغي على المخلصين والحريصين – وهم كُثر – المبادرة لمعالجة هذا الوضع وعدم الرضا بعملية اختطاف لهذا الأمل والطموح لغير الأهداف والتمثيل الذي أراده الشارع له إبّان تجمعي الفاتح في هذه المرحلة الهامة من تاريخ الوطن وحاجته . والمخلصون والحريصون الذين أعنيهم ، هم المبرئين من الأضغان والأحقاد ، القافزين فوق الخلافات والتصفيات والثارات ، وهم ممن يستشرفون
المستقبل وأخطاره  ، وهم ممن يعيشون مع الناس وفي أوساطهم وليس في أبراج عالية لا يرون إلاّ ما تسمح به أنفسهم أو أفقهم الضيقة أن يروه .

إحدى الكاتبات الفاضلات التي هي في مقام الأمهات والجدات قدّمت لنا نصيحة بأن نتوقف عن الكتابة في مثل هذا الموضوع وأن لا نبكي على اللبن المسكوب وأن لا ننشر الإحباط في وسط جماهير تجمع الوحدة ، وأن نعمل لوحدة وتعزيز الصف . لكني كغيري من المراقبين وكثرة من جماهير تياري المنبر والأصالة لا
نرى في هذه الكاتبة الفاضلة صورة الناصح الأمين بقدر ما تعبر كتاباتها عن مقاتل لا يفتر ولا يهدأ أو محارب شاهر سيفه على الدوام ، يضرب يمنة ويسرة في المنبر وكذلك في الأصالة ، بلا هوادة ، ليس للتو وإنما منذ سنوات بشكل لا ينبيء إلاّ عن كمّ كبير ومتدفق باستمرار من الكره والعداء يصعب التصديق معه بصفاء النصيحة وخلوّها من أية أغراض فضلاً عن مقدار ممارساتها الفجّة السابقة في إضعاف هذا الصف الذي تتكلم عن ضرورة تقويته الآن بينما كانت مع أمثال لها معاول هدم فيه .

          على ما أذكر ، قبل بضع سنوات ؛ أخبرني أحد الطلبة الجامعيين أنه أراد عمل بحث أو دراسة معينة فقام بتتبع ورصد مقالات عدد من كتاب الأعمدة ، ومنهم هذه الكاتبة الفاضلة نفسها لمدّة شهرين متواصلين فوجد أنه لا يمرّ أسبوع إلا ويكون مقال أو مقالين من مقالات هذه الكاتبة اليومية إلا وتتعرّض فيه للمنبر أو الأصالة ! فلما قدّم الطالب بحثه قال له أستاذه اذهب للكاتبة الفاضلة وانصحها أن تحلّ مشكلتها مع المنبر والأصالة في المحكمة أو أن تتعافى من مرضها معهم في إحدى المصحّات!

سوانح :

1- تواصل معي أحد المحسوبين على قيادات التجمع حول مسألة خروج ( إخراج ) المنبر والأصالة من تجمع الوحدة الوطنية وحاول الشرح والتبرير لكنه اتفق معي في النهاية بأن ما حصل هو أمر قام بتدبيره مجموعة من الأشخاص تم تسليمهم دفّة إدارته فحرفوا التجمع عن مساره ، وعملوا من أجل ماضيهم ونسوا المستقبل .

2-عتب علينا أحد المشايخ الأفاضل كتابة أن غالب خطباء وأئمة مساجدنا من تياري المنبر والأصالة ، لكنه لم ينكر صحة هذه المعلومة . ورغم عدم توائمه أو اتفاقه مع هذين التيارين إلاّ أنه عبّر مخلصاً عن أسفه لخروجهما من تجمع الوحدة الوطنية وأيّد ما جاء في مقالي بأن خروجهما لم يكن بشكل طبيعي وديمقراطي ، يصعب تصديق ذلك خاصة لمن يعرف معنى التيار، وأكد أن هذا منزلق خطير ومؤسف ومخيب لآمال الناس .

3-علّق أحد المهملين( المغفلين ) الشامتين الفرحين على إقصاء تياري المنبر والأصالة من تجمع الوحدة الوطنية بقوله ” فخار يكسّر بعضه ” !!

رأي واحد على “من يستطيع أن يقنعني ؟! -2

  1. اشكركاتبنا العزيز على مقالاته .
    ان ما حدث فعلا شي محزن وغير معقول وازا أرادت قيادة التجمع ان تستمر في نجاحها فلا بد من تدارك الاخ وعدم تهميش اي طرف وان وجود ناس في التجمع نواياهم هو الانتقام )اذا صح التعبير) فان الله لن يبارك في مثل هذه النوايا.
    من جانب اخر يجب ان نعلم انه لا بديل عن الوحدة الوطنية وان الازمة الاخيرة علمتنا دروس كثيرة لا يجب ان ننساها. وان الشارع لن يقبل بعد اليوم تكرار ما حدث في انتخابات 2010 ابدا.

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s