كلام جميل عن الوحدة الوطنية ومحاربة الاستفزاز الطائفي وإدانة للفتنة الطائفية وطلب الرفق بالبلاد والعباد والتحذير من أي فعل يدعو إلى الاحتراب الطائفي ، وتحميل العلماء والعقلاء مسؤوليتهم في وقف المنزلق الطائفي ، وماشابه ذلك من عبارات نقدّرها وردت في البيان الصادر عن مجموعة من كبار علماء الشيعة .
غير أننا تمنينا عليهم أن يضمنوا في بيانهم توبيخاً إلى الفاعل والموجّه الحقيقي في الاستفزاز الطائفي ، وأن يدينوا السبب قبل التحذير من النتيجة ، وأن يشتمل بيانهم انتقاداً لممارسات يقوم بها أبناء طائفتهم لاتمثل استفزازاً طائفياً فحسب ، ولاتمثل تعطيلاً لمصالح الطائفة الأخرى وبقية الشركاء في هذا الوطن وإنما يقومون بتهديد الأمن وبث الهلع وترويع آمنين بصورة لا يمكن تفسيرها إلاّ بمنتهى الاستفزاز .
كان ( عشمنا ) في بيان هؤلاء العلماء أن يتضمن تحذيراً أو – على الأقل – نصحاً بأن الإسلام يحرّم وضع الأذى في طرقات الناس ، وأن الإسلام ذاته يحرّم قتل النفس أو التسبب بتعمّد وبدم بارد فيما قد يزهق أرواح ويرمّل نساء من مثل (سكب ) الزيوت في شوارع وطرقات الناس الذين يخرجون لأعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم آمنين مطمئنين دون أن يتوقعوا أن هنالك من يضع لهم في طرقاتهم مسببات للموت كان الأولى ببيان العلماء أن يحذر منها ويفتي بحرمتها لأننا نعتقد أن هذا العمل لايوجد له أي مسوّغ شرعي أو أخلاقي أو إنساني , إطلاقاً .
علماء الشيعة الذين أصدروا البيان يحتم عليهم واجبهم الشرعي والأخلاقي أن يُسمعونا نحن – قبل أن يُسمعوا وينصحوا أبناء طائفتهم – رأيهم وحكم الشرع في هذه الممارسات ( القاتلة ) والتصعيدات في الشوارع والطرقات ، ولا يكتفوا بإبداء الخوف على مواكب العزاء في المحرق فأرواح كل الناس ، مصانة شرعاً وقانونا ، وقد حرّم المولى عز وجل إزهاقها .
كنا سنقدّر بيانكم لو تضمن تأطيراً وتحليلاً عادلاً ونصحاً مخلصاً وتوضيحاً شرعياً في مسائل التعدّي على الأرواح والممتلكات من مثل سكب الزيت ووضع السلاسل الحديدية في الشوارع وحرق الحاويات والقمامة ، خاصة وأنكم تدركون تماماً تأثير كلمتكم ومدى نفاذها على أتباعكم .
عموماً لاتخشوا من النتيجة طالما أنكم سمحتم أو لذتم بالصمت تجاه أسبابها .