ومادمنا قد تكلمنا يوم أمس عن ( البهرجة) وحب الظهور والتصريحات الإعلامية وتزايد الاهتمام بها حتى لو جاءت على حساب إنجازها ونقلها من حالة الأوراق والأحبار إلى حيز الفعل والتنفيذ على الأرض. فإنه من الضرورة القفز على هذه السياسة الإعلامية المتبعة والتوجه نحو الاستثمار الأمثل للأخبار والتصريحات والبيانات ؛ ويجدر بنا في هذا المقام أن نقف بكل تقدير وإجلال أمام كلمة رائعة ألقاها الملك ، الشجاع الحكيم ، فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وطيّب ثراه وخلّد ذكراه ، الكلمة المقصودة ألقاها الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز في احتفال كبير في وزارة الإعلام إبّان فترة حكمه للمملكة العربية السعودية ، وجاء فيها مايلي : أن تأتي وزارة الإعلام كل يوم وليلة وتنشر على أمواج الأثير أو على شاشات التليفزيون صورة فيصل أو قال فيصل أو عَمِل فيصل أو أراد فيصل ؛ لا ليست هذه مسؤوليتها . لأن فيصل إذا كان يعمل وإذا كان يؤدي شيئاً من واجبه فليس ذلك لكي تظهر صورته على صفحات الصحف أو على شاشات التليفزيون أو يُظهر ما يقول أو يُقال عنه على أمواج الأثير . فإن فيصل إذا كان يعمل فإنه يجب أن يعمل في سبيل الله ثم في سبيل وطنه وأمته “

ثم يواصل رحمه الله في شريط مسجل ” وإنني هنا أيها الإخوة المواطنون أحب أن أتقدّم إليكم بشكوى ضد وزارة الإعلام ، الوزارة التي نحتفل اليوم بافتتاح مشروع من إنجازاتها ونتقدم لها بالشكر عليه ، ولكنني في نفس الوقت أشكوها إليكم لأنها دائماً وباستمرار لاتهتم  بتوجيهاتي لها أن تتجنب نشر الصور الخاصة بي أو الكلمات الرنانة التي تُقال في أو الأغاني عني وأنني في نفس الوقت أقول لكم أني لست متتبعاً لها ولكن في بعض الأحيان يصدف أن أكون خارج من البيت أو داخل إليه وأرى بعض الكلمات أو الأناشيد أو التعليقات . ووالله العظيم أنه يحزّ في نفسي من الإذاعة والتلفزيون هذا المديح وهذا الإطراء لفيصل ، لأن فيصل إذا كان يعمل ويقوم بشيء من واجبه فهو لايُشكر على ذلك بل يجب عليه هو نفسه أن يشكر ربّه لأن وفقه لذلك وأني أرجو من إخواني المواطنين أن يعلموا أنني غير راض عن ذلك ” . 

سانحة :

من الأقوال المشهورة لصاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رحمة الله عليه ” نريد أن تكون الإنجازات تصريحاً لا أن تكون التصريحات إنجازاً ” .