لانملك اليوم بعدما سمعناه يوم أمس في خطاب السيد بسيوني رئيس لجنة تقصي الحقائق وتبرئته أو تبريره لكل هذه الأحداث المؤسفة التي شهدتها بلادي العزيزة التي سمّى بسيوني حتى شعبها بـ ( الشعب البحراني ) ، وبعدما برّأ حتى إيران من تهمة التدخل رغم أن بعض قنواتهم الرسمية قد تفرّغت تماماً للبحرين ناهيكم عن تصريحات وتهديدات مسؤوليهم ، وبعدما ألقى أو كاد بكامل اللوم على ممارسات الحكومة والأمن وأخشى أن نقول ، وفقط ، وبعدما أباح أو كاد تحت ( يافطة ) ممارسة الحريات وحقوق الإنسان عمل كل شيء .

بعد كل ذلك ؛ لا نملك إلاّ أن نستذكر بكل حزن وأسى القصة التاريخية المؤلمة التي حدثت بعد غزوة أحد حينما مرّ الرسول صلى الله عليه وسلّم بعد انتهاء الغزوة بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظَفَر بالمدينة المنورة ، فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم ، ثم كلّما مرّ على أحد رآهم يبكون قتيلهم ؛ فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ، ثم قال : (ولكن حمزة لا بواكي له)  وكان يقصد صلى الله عليه وسلّم عمّه حمزة بن عبدالمطلب الذي قُتل ضمن القتلى في هذه الغزوة ومُثّل بجثته لكن لم يبكيه أحد كما الآخرين .

 سانحة :

قرأت يوم أمس بكثير من الأسف والحزن ردّاً ملؤه الإسفاف و( … ) ، موقع من الأخ أحمد عبدالسلام الذي أربأ به أو بمن كتبه عنه أن يكون هذا صادراً منهم ولائقاً بهم . وذلك رداّ على ما أثرته عن موضوع قطع راتب إمام ومؤذن مسجد الإسراء بمنطقة عراد بسبب تشغيله الميكرفون لأداء الصلاة خلال شهر رمضان المبارك بدون تحقيق وبدون سند قانوني وكذلك ( أبوي اللي مايقدر إلا على أمي ) . ويكفي لمعرفة مقدار الإسفاف أن شبّه كاتب الرد مسألة إغلاق الميكرفون عن صوت القرآن الكريم بإماطة الأذى عن المسلمين ، والجميع يعرف على ماذا يُطلق الأذى ( أجلّكم الله ) !

        وأعتذر لجميع الذين طلبوا مني يوم أمس الرد عليه لأني في الحقيقة لم أعتد في سلوكي وكتاباتي وأخلاقي أن أنزل إلى هذا المستوى المتدّني ، ولا أعتقد أن قرائي الكرام يرضون علي ، فسامحوني .. ولولا الخوف من العيب والحرج لكشفت لكم السبب الحقيقي لمشكلة السيد عبدالسلام مع إمام المسجد ولكشفت لكم كذلك الكاتب الحقيقي لردّه ، لكن أعتقد أن مثل هذه التصرّفات المشينة في مؤسساتنا الدينية هي من أسباب تغوّل الآخرين واستضعاف أهل السنة والجماعة على هذا النحو .. ولعلّها أيضاً من أسباب أن جاء تقرير بسيوني على طريقة ( ولكن حمزة لابواكي له ) حسبي الله ونعم الوكيل.