أتوقع أن أقرأ اليوم على متن صحفنا المحلية بيان إدانة واستنكار صادر من جمعية الوفاق أو على الأٌقل من أخواتها الجمعيات المتحالفة معها يشجبون حادث التفجير الغادر الذي وقع بالقرب من السفارة البريطانية ، بشجبونه ويرفضونه بشكل صريح ، ويعلنون بكل وضوح عدم تأييدهم لمثل هذه الأعمال الإرهابية التي هي غريبة ودخيلة على مجتمعنا الآمن ولاتتناسب مع طبيعة أهله . ثم يبينون بدون شك أو لبس أن حراكهم المطلبي ليس في هذا الاتجاه ، ولا علاقة له من قريب أو بعيد بهذا المسلك . وتبعا لذلك فإننا نتوقع أبضاً أن تتصدر الإدانة نفسها خطبة يوم الجمعة للشيخ عيسى قاسم ، فيحذر من فتنة الانزلاق إلى هذا المنحنى ، ويجرّم مرتكبي هذا الفعل الآثم ويحرّم اللجوء إليه .
نعم أتوقع ذلك أو أفترضه كموقف مبدئي لاغنى للوفاق أو مرجعيتهم عن الإفصاح عنه ، ولا ينأون أو يتخلون عن تسجيل موقفهم منه ، خوفاً أو تهرباً من شيء ما ، نعلمه أو لا نعلمه. خاصة بعد أن تكشفت أوراق كثيرة بشأن الأحداث المؤسفة التي مرت بالبحرين.
الوفاق وأخواتها ومرجعيتهم الدينية مطالبون أكثر من أي وقت مضى بإعلان براءتهم من هذه الأعمال الإجرامية التي هي في حقيقتها تُضعف مطالباتهم وتشوّهها وتفقدها مصداقيتها وتعرّضها للتسقيط وعدم الاحترام إن لم تعلن اليوم ( وليس الغد ) موقفها ضد أعمال تهديد أمن واستقرار البلد ومحاولة شلّ اقتصاده وتهريب رؤوس الأموال والمستثمرين .
وأقترح في هذا الصدد أن تتوقف خطبهم وتصريحاتهم وسائر ادعاءاتهم عن سلمية حراكهم حيث لم يتبق من هذه السلمية المزعومة شيئاً يستحق الاستناد عليه أو الاستشهاد به ، لا سيما بعد دخول هذه الحركة طور جديد يتعلق باستخدام السلاح والعبوات الناسفة وتعريض المواطنين والمقيمين لحالة من الهلع والفزع .
وبالطبع لست متفائلاُ بأن يخرج إلى العلن عن الوفاق وأخواتها ومرجعيتها شيئاً من الاستنكار والإدانة ، فهم اعتادوا على السكوت واعتماد الصمت منهجاً لتمريرها أو أن يغضّوا الطرف عنها رغم أنهم بالإمكان أن يدينوا تفجيرات تقع – مثلاً – في النرويج أو استراليا أو روسيا أو ربما تايلاند لكنهم في البحرين يلوذون بصمت غريب ؛ هو في واقعه ، وبحسب منطق الأشياء إنما هو شراكة وتشجيع وتحريض على ممارسته ..
سانحة :
بعث لي أحد القراء التعليق التالي : مررت في هذه الليالي على المحرق وعراد وقلالي وأجزاء من المنامة ، وكانت أصوات ميكروفونات المآتم تصدح إلى ساعات متأخرة من الليل من دون حسيب أو رقيب ، ولاقانون مكبرات الصوت .. عوّرني قلبي على ميكرفونات مساجد أهل السنة والجماعة ، وعوّرني أكثر حينما تذكرت موضوعكم عن إمام ومؤذن مسجد الإسراء في عراد وكيف تم قطع راتبهما بسبب تشغيل الميكرفون .. إنه حال أبوي اللي ما يقدر إلاّ على أمي .