نافذة الجمعة

لسنا كومبارس

هو أبلغ تعبير يحاول هذه الأيام  كثرة من المواطنين – ربما غالبهم من أهل السنة والجماعة  – أن يوصلوه لعدة أطراف باتت أو فرضت نفسها في معادلة سياسية نشأت في البحرين بعد أحداث 14 فبراير ، وهذه الأطراف هي : الحكم ، والمعارضة ، والداخلون إلينا من الخارج .

وتزداد المطالبة بأهمية رفض دور ” الكومبارس ” مع تنامي الشعور بأن هنالك صفقات أو تسويات يجري الإعداد لها تتشارك في صنعها و( طبخها ) كل الأطراف ، ماعداهم . ويؤزم هذا الإحساس ويعظّم من حدّته عدّة أمور ، لعلّ أهمها : أولاً : ظهور عدد من التنازلات والتراجعات عن تطبيق قوانين يُفترض أنها سارية ونافذة . ثانياً : نشوء حالة من الخضوع لضغوط دول أو منظمات أصبحت تصول وتجول في وطننا وتخرج علينا بمؤتمرات أو بيانات صحفية ، تبدأها بعبارة : ” على الدولة أن  … ” في صورة هي أقرب إلى الإملاءات من مجرّد كونها تصريحات . ثالثاً : ونشأ عن التفريط أو التهاون في تطبيق القوانين إساءة لهيبة الدولة وإضعافاً لمؤسساتها مثلماً نشأ عن الاستماع للإملاءات الغربية مساساً بسيادة الدولة واستقلالية قراراتها . رابعاً : زيادة الكلام في الداخل والخارج عن حوار مقصور على الحكم والمعارضة ، خاصة بعد أن طلب ذلك الرئيس الأمريكي أوباما من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك خلال شهر سبتمبر الماضي . خامساً : في الوقت الذي تُجرى فيه هذه التنازلات والتراجعات ؛ هنالك أحاديث متداولة عن محاسبات و( أكباش فداء ) قد تنال من يُفترض تقديرهم وتكريمهم خاصة من رجال الأمن .

الأمور الخمسة السابقة ومثلها فاقمت لدى أهل السنّة والجماعة حالة الخوف من المجهول ، والقلق من التهميش وإبقائهم مجرّد زائدون  أو شخصيات ثانوية موجودة في أي مشهد أو فصل قادم ليس لها علاقة مباشرة بالقصة ولكنهم يقومون بدور إضفاء الجو العام الطبيعي للمشهد عند الحاجة إليهم فقط ، بالضبط كما الـ  ” الكومبارس ” الذين يقومون بدور مشاة في الشارع أو أناس يأكلون في مطعم أو قطع للديكور في مكان عام  أو  ماشابه ذلك من أعمال في الأفلام والمسرحيات لاتؤثر في مجريات أحداثهما ولاتنافس الشخصيات الرئيسية المهمة في أدوارها وقيمتها .

إن رفض دور  الـ  ” الكومبارس ”  لايعني بالضرورة تحوّلاً في الولاء أو نقضاً فيه كما قد يتصوّره أو يستغلّه البعض للطعن أو النيل أو التشويه في التحرّكات المخلصة في الشارع السنّي هذه الأيام ، وبالذات شبابه وشابّاته الذين باتوا يرون أن للولاء استحقاقات ، من أهمها المعاملة بالمثل وعدم التهميش فيما يخص حاضر الوطن ومستقبله ، بل أحسب إن صادق ولائهم وإخلاصهم للوطن وقادته وخوفهم من قادم الأيام هو دافعهم لأن يقولوا للحكم وللمعارضة وللداخلين إلينا من الخارج : ” لسنا كومبارس ” .

سانحة :

سيظل العام 2011م – الذي سيحين رحيله بعد أيام قليلة – علامة تاريخية فارقة في تغيّر الوعي الجمعي والمزاج العام ، ليس في البحرين فحسب وإنما لعموم الجماهير في وطننا العربي والإسلامي ، ولايسعنا أمام بعض الممارسات أو التصرفات التي نراها أو تصدر هنا أو هناك  إلاّ أن نقول : اتعظوا مما حدث في عام 2011م وكذلك احترموا عقولنا ..

رأي واحد على “لسنا كومبارس

  1. ومن ضحك عليكم وقال لكم أنت ممثلين أساسين في المشهد السياسي البحريني أنتم صغار يا صديقي وتبع وليس لاعباً اساسيا

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s