راصد

قليلاً من الاعتبار

لاحاجة لنا أن نكرّر أن الله وحده سبحانه وتعالى – وليس غيره – قد أنقذ وطننا العزيز وحفظنا من شرور ومخاطر لاندري كيف سنكون بعدها لولا لطفه عز وجل الذي يغفل البعض في خضم تحليلاته وتفسيراته وتوقعاته وخططه أو قلقه ومخاوفه  ؛ إن لهذا الكون إله يديره ، ويدبّر أموره ويقدّرها على نحو ليس كما البشر . ولكن أكثر الناس لايعلمون أو يغفلون عن سنن الله في خلقه وعن نواميس هذا الكون التي لاتحيد .

لقد جرّبنا في وطننا كل شيء ، ومن بعد الأزمة التي مرّت بنا ، أصبحنا ندخل في لجان لنخرج على لجان أخرى ، ومن مستشارين إلى آخرين ، وعلى مايبدو أنه ما من حلّ أو علاج إلاّ كان له نصيب من البحث أو ( التجريب ) لكننا مع كل ذلك  نقصّر في إسداء واجب الشكر للمولى عز وجل  وننسى لطفه بنا وفضله علينا ، وقد قال في محكم التنزيل ” هو الذي يسيّركم في البرّ والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها ، جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكوننّ من الشاكرين “. وأعتقد أنه بات لزاماً علينا ألاّ نسلم كل معالجاتنا إلى جهود وأسباب واستشارات بشرية من دون أن نطرق بحقّ باب عظيم السموات والأرض ، ونشكره شكراً حقيقياً ، شكر التائبين العائدين الراجين رحمته وحفظه ، فنلجأ إلى ترك ما يغضب ربنا وتطهير بلادنا مما زاد وفاض وغاض خلال السنوات القليلة الماضية وآذى الغيارى والمخلصين وشوّه سمعة البحرين من صور انحلال وفساد وانتشار ممارسة الرذيلة والدعارة وتعاطي المسكرات بشكل يدعونا الآن – وليس الغد – إلى وضع حدّ لها لأن في استمرارها مدعاة لغضبه وسخطه وتحقيق وعيده سبحانه وتعالى : ” وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ” .

أعرف أن البعض قد لا تعجبه هذه الدعوة ، وقد يستهين بها ، وقد يسميها ( دروشة ) ، وليسمّها ماشاء . ولكن هؤلاء لايعلمون أن الأمن نعمة من الله ربط سبحانه وتعالى وجودها بطاعته والامتثال لأوامره مثلما ربط زوالها بالمعاصي والذنوب التي يحزّ في أنفسنا أنه مع هذا التصعيد الأمني والاحتقان الطائفي والخوف الذي يشعر به الناس ؛ أن تُجرى احتفالات ويُعلن عن مهرجانات للأيام القادمة فيها من الصخب والانحلال كمن يستجلب نقمة الله على بلدنا في الوقت الذي يجب أن نرفع فيه أكفّ الدعاء والضراعة للمولى عز وجل بأن يحفظنا .. فقليلاً من الاعتبار .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s