بالأمس تم توزيع (2512) وحدة سكنية ضمن نتاج أو ثمار مايسمونه الخطة الإسكانية التي أعدتها وزارة الإسكان للسنوات الست من 2009 وحتى 2014م . وقيل في كلمة الحفل التي ستجدونها منشورة في صحافتنا اليوم ، أن هذه الخطة سينتج عنها في نهايتها – عام 2014- توزيع (25) ألف وحدة سكنية ، أي ما يقارب نصف المسجلين على قوائم الانتظار لهذه الطلبات من الوحدات السكنية البالغ عددهم حتى الآن (50) ألف طلب !

وهذا الكلام جميل ، لكن بقراءة أخرى لهذه الخطة المشار إليها نجد أنه يُفترض أن تجهز منها سنوياً ما يقارب الـ (4) آلاف وحدة سكنية ، وهو حاصل قسمة العدد المستهدف المعلن عنه (25) ألف وحدة سكنية على المدة الزمنية للخطة ومقدارها (6) سنوات . غير أن ماتم توزيعه يوم أمس أقل بكثير من العدد السنوي المفترض .

بمعنى أنه انقضى من فترة تنفيذ هذه الخطة ثلاث سنوات ونتيجتها فقط هذا العدد المتواضع من الوحدات السكنية ، بل يُقال بأن هذا العدد (2512) ليست جميعها جاهزة وإنما بعضها – لانعرف رقماً – إنما هي قيد التشييد والبناء! وبالتالي هل فعلاً ستفي الوزارة بوعدها وتنفذ أو ستنتهي فيما تبقى من المدة الزمنية وعددها (3) سنوات هذه الـ (25) ألف وحدة سكنية ؟! بالطبع الأمر محل شكّ ونظر لأن كثيرين غيري يرون أو اعتادوا على أن ما يُقرأ شيء وما يُنجز على أرض الواقع شيء آخر ، فهذا الكم الكبير من ( الهالة ) والضجيج الإعلامي للتصريحات المتواصلة عن مشروعات ومدن إسكانية هنا أو هناك ، يسيل لها ( لعاب ) آلاف المواطنين ممن طُويت سني أعمارهم ، وهم ينتظرونها ؛ لاتتناسب إطلاقاً مع نتائج ومخرجات هذه الخطط والاستراتيجيات التي من كثرة استعراضها والكلام عنها صارت مملّة واستهلاك إعلامي مقيت وربما مدعاة للإحباط ، وأعتقد أنه بات من اللازم التوقف عنها تماماً وعدم دغدغة مشاعر هذه الآلاف من المواطنين وأسرهم طالما أنها تبقى تصريحات فاقدة للنبض والحيوية وغير قادرة على الالتزام وفق خطط تنفيذية محددة الآجال والآماد .

هناك كمّ ( محزن ) من هذه التصريحات عن خطط واستراتيجيات لايُنفذ منها على أرض الواقع إلاّ الشيء البسيط . فهنالك – على سبيل المثال وليس الحصر – تصريح منشور بتاريخ 14 نوفمبر 2007م يتحدث عن الخطة الحكومية للإسكان ، يُبين فيه أن برنامجها الإسكاني للفترة 2007 إلى 2010 إنشاء ما يقارب  (15) ألف وحدة سكنية بما فيها وحدات المدينة الشمالية ، وبالطبع لاتسألوا الآن – وقد ودّعنا عام 2011م عن واقع هذا البرنامج ، ولاتسألوا عن المدينة الشمالية !! وهكذا ضعنا خلال السنوات القليلة الماضية في أجواء بيانات وتصريحات صحفية عن برامج وخطط للإسكان يجري إطلاقها على الورق لكنها لاتحرّك شيئاً يُذكر على أرض الواقع ، ولا تزحزح رقماً ذا قيمة من قوائم الانتظار التي تزيد وتتضاعف ولاتنقص إلاّ بهذا القدر اليسير المتواضع مما يتم إنجازه من هذه الخطط والاستراتيجيات ليبقى البحرينيون في مشكلتهم الإسكانية حالتهم حالة .