راصد

هل سيبقى مجرّد ( تحلطم ) ؟!

يُقال أن أصلها كلمة كويتية وآخرون ينسبون صنعتها إلى الإحسائيين لكنها في وقتنا الحاضر صارت – أو كادت أن تكون – ماركة بحرينية بامتياز يصعب على أي واحد فينا أن يتغاضى عن وجودها في سائر مناشطه وأحاديثه حتى أصبحت هي الوجبة الرئيسية ( الدسمة ) في المجالس والأعمال والأندية وفي صفوف الدراسة وقاعات المحاضرات و … إلخ .

و (التحلطم) في اللغة كلمة تحتمل ثلاثة معان ، فإما لوْم النفس لوْماً شديداً ،  وإما التشكَّى والتَوجَّع ، أو التهدّد والتوعّد . وسواء هذا المعنى أو ذاك فإنها في المحصلة تعني التذمّر بمفهومه الواسع أو هي التعبير عن حالة من السخط مع عدم القدرة على التغيير أو حتى المبادرة نحو الإصلاح والمعالجة . كأن تسمع شكوى شخص من – على سبيل المثال – وجود حفرة أو مطب أو مشكلة في الطريق الذي يسلكه – ربما – بشكل يومي لكنه لايعمل شيئاً من أجل القضاء على هذه الحفرة أو المطب أو المشكلة ، ولا يبادر بالاتصال بالجهة المسؤولة وإنما يكتفي بـ ( التحلطم ) عنها في بيته وفي عمله وفي ديوانيته ومجلسه وهكذا من دون أن يكون له فعل حقيقي أو ذا أثر نحو التغيير.

ومع بروز مايُسمى مواقع التواصل الاجتماعي ، من فيسبوك أو تويتر أو واتسوب أو بلاك بيري أو ما شابهها من أدوات فاقمت بشكل كبير أعداد ( المتحلطمين ) وأتاحت لهم ساحات واسعة وفتحت آفاقاً غير مسبوقة في فنون (التحلطم)  الذي يمكننا من خلال متابعته معرفة التوجه أو الرأي العام وكذلك حجم الإحباط أو الاستغراب الذي يضج به ( المتحلطمون ) في هذه الأدوات الإلكترونية لما يحصل حالياً على الساحة المحلية بمختلف مستوياتها وتداعياتها ، سواء السياسية أو الاجتماعية أو الأمنية .

على أن الأمر المهم في هذا ( التحلطم ) ، سواء ما يجري تداوله في مجالس الناس ومنتدياتهم أو في مواقع التواصل الإلكتروني ؛ ألاّ يُنظر إليه على أنه سيبقى مجرّد ( تحلطم ) بدون مبادرات أو بدون خطوات تنقله إلى مرحلة الفعل وطور التأثير.

سؤال محيّر :

لماذا يحرقون عَلَمَها ؟ أقصد عَلَم الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها ( الشيطان الأكبر ) أو ( رأس الحيّة ) وهم في ذات الوقت يتراكضون لطلب ضغوطها وتدخلاتها وحلولها ويتهافتون لنيل تصريحات إدانة منها ؟!!  لكن السؤال الأكثر حيرة : لماذا لاتدين أو تستنكر أمريكا نفسها حرق عَلَمها ؟!

سانحة :

أعتذر لكثير من قرائي الكرام الذين يطلبون مني بين فترة وأخرى الكتابة عن المجلس النيابي أو ماتم طرحه عن عريضة نوابه أو مايجري تداوله عن تحوّله إلى مجلس بلدي أو ما إلى ذلك من تعليقات أو استفسارات تصلني وأفضل عدم الخوض فيها ، ليس بسبب منع أو حظر ما ، فقد تحطمت – على ما يبدو – الآن سقوف حريات التعبير وزالت الخطوط الحمراء لكني أفضل قدْر الإمكان أن أفصل بين كتابتي ووظيفتي . وأن أوجّه كتابتي بشأن المجلس النيابي فيما ينفع الناس تجاه خياراتهم وفيما يبين إنجازات المجلس ويثري مناقشاته ويدفع بنجاحاته ، وأن أكون موثقاً أو شاهداً على إيجابياته ، ليس لأجله أو لأجل نوابه ، إنما لصالح الدفع بالمشروع الإصلاحي في البحرين الذي مجلس النواب هو أحد ثمراته .

وليس من الصحيح أن هنالك من يمنعني من الكتابة في هذا الشأن ، بل على عكس ذلك ؛ ألقى من معالي رئيس المجلس النيابي وعموم النواب كل ترحاب ودعم . أما من يحارب كتاباتي فذلك لا يستحق الالتفات إليه .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s