هو مثل شعبي من مصر ، أم الدنيا ، يقولونه بلهجتهم العامية الجميلة ” إييه تعمل الماشطه في الوشه العِكِر ” . أما ” الماشطة ” فهي التي تمشّط الشعر وتزيّنه . وأما ” الوجه العِكِر” فهو الوجه القبيح الكريه . ومعنى هذا المثل هو أن هذا الوجه الذي يجمع صفات النكد والقبْح وفقدان الجمال ؛ لاتصلح معه زينة أو أدوات المكياج أو ماشابهها من عدّة التجميل التي تحملها ” الماشطة ” فهو مهما تم تلوينه وتمشيطه يبقى كما هو ، لا يتحسّن ولا يتغيّر ، فهو ” الوجه العِكِر” .
قفز إلى ذهني هذا المثل أو الحكمة المصرية وأنا أتابع بكلّ قهر وانكسار الفضيحة الأمريكية الجديدة ، التي تدلّ على حجم الانحطاط الأخلاقي والإنساني الذي تتمتع به . الفضيحة المصوّرة عبارة عن قيام أربعة جنود من مشاة البحرية الأمريكية وهم يبولون – أعزّكم الله – على جثث ثلاثة قتلى من طالبان بأفغانستان . ويقول أحدهم مازحاً “أتمنى لك يوما لطيفاً يا صديقي”. وقال الآخر مزحة بذيئة لاتقلّ سوءاعن قبْح فعلته .
وكما تعلمون فإنها ليست الفضيحة الأولى ، وبالطبع لن تكون الأخيرة ؛ فأعمالهم ومخازيهم في غوانتنامو والعراق وأفغانستان أكبر من أن تُحصى ، وكلّها تفضح زيف دعاوى حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية وما شابهها من مصطلحات يعملون جاهدين على تسويقها في بلدان عالمنا العربي والإسلامي و( تمشي ) على السّذج ويتراكض (من تعرفونهم ) وراءها ويسعى للحصول على تصريحات وبيانات منهم عن انتهاكات أو تجاوزات للقيم وحقوق الإنسان رغم ماتتمتع به الولايات المتحدة الأمريكية من سجل حافل فضائحي ضد الإنسان ، خاصة إن كان مسلماً ، يعيش في دول العروبة والإسلام ، دول لاتقوى على مواجهة ( الكابوي الأمريكي ) ولا تستطع حتى أن تُنكر عليه ممارساته ضد أبناء الإسلام ، الأحياء منهم والأموات ، لا لشيء سوى أن حكامنا صارت خيول لاتصهل .
الإدارة الأمريكية التي تعمل جميع آلاتها الإعلامية والدبلوماسية على أن تبرزها بالمنظر الإنساني الراقي ، وتتابع من شاهق علوّها أية انتهاكات هنا أو هناك خاصة في عالمنا الإسلامي فيما يشبه المسرحية الهزلية التي يمثل بطولتها ” ماشطة ” و ” وجه عِكِر ” تفشل جميع المحاولات لتزيينه .
وبالطبع ليس العيب في هؤلاء الأمريكان وإنما العيب فيما ابتليت به الأمة العربية والإسلامية من ذلّ وانكسار جرأ هؤلاء ( العلوج ) أن يتبوّلوا حتى على جثث الموتى من إخواننا المسلمين !!والعيب أنه بالرغم من هذا الداء فإننا نطلب الدواء لمشاكلنا من عندهم ..
سانحة :
في الأسبوع الماضي عرض علينا تلفزيون البحرين برنامج رائع في عالم الخيال أو أفلام ( والت ديزني ) تم تخصيصه للمشاريع والخطط الإسكانية القادمة ، وذلك بحسب تعليقات من مواقع التواصل الاجتماعي .
ومع كامل احترامنا وتقديرنا للمعدّ والمقدّم والضيف إلاّ أن المشكلة الإسكانية عندنا تجاوزت مرحلة التنظير ، ولا يمكن الاستمرار في الكلام عنها كمهدئات أو إنجازات هي أقرب للسراب أو خطط واستراتيجيات لاتُختبر مصداقيتها وصلاحيتها للتنفيذ وفق جداول وأرقام ثابتة ومحددة مكانياً وزمانياً .