راصد

لماذا لا يكونون بحرينيين ؟!

هذا السؤال قلناه وسنظل نكرّره كلّما ظهر علينا خبر الاستعانة بغير البحرينيين لإدارة مرفق أو مشروع هنا أو هناك أو الاستعانة بهم لأجل موضوع ما نعتقد جازمين أن هنالك غيرهم بالمئات قادرين على القيام به أفضل من غيرهم . وجاهة هذا السؤال تنبع من أن البحرين التي بحسب الثابت ، هي أول دولة خليجية يدخل فيها التعليم النظامي حيث افتتحت مدرسة الهداية في العام 1919م ، بمعنى مضى على دخول التعليم النظامي فيها ما يقارب القرن الواحد لتكون بلدنا السباقة إلى الدفع بأبنائها إلى مجالات البناء والتطوير من خلال التعليم والابتعاث الذي هو الاستثمار الحقيقي في طاقاتنا ومواردنا البشرية ، والتي من المؤمل أو المفترض أنه بعد مرور كل هذه العقود من السنوات أن تكون لدينا خبرات وكفاءات تصلح لكل مجال وتنجح في إدارة وتشغيل سائر مرافقنا ومشروعاتنا وتسيّر مختلف شؤوننا. بل ويمكنها أن تصدّر كفاءات تخدم الدول المجاورة الشقيقة ، ففي مقاييس الدول وسنن الكون عن هذه الفترة من التعليم والتدريب والتأهيل يمكن أن ينشأ فيها جيل أو جيلين كاملين أو أكثر ، وتستطيع الدول أن تصنع فيها عشرات الأفراد المناسبين – لا نبالغ إن قلنا – لكل شيء .

 لا يمكن التصديق أن البحرين لازالت تستعين بين فترة وأخرى بمستشارين وخبراء ومدراء تنفيذيين وما شابههم من خارج أبنائها لإدارة شركاتها ومؤسساتها الكبرى ، في تخصصات نحسب أنه بعد كل هذه السنوات من التعليم والتأهيل والتدريب يصعب علينا أن نقول أننا لازلنا نفتقر إليها ، فالكفاءات والقدرات البحرينية يُفترض أنها تستطيع أن تحلّ في هذه المناصب وتمسك بزمامها وتدير دفتها بكل حرص وتفان ! وتزداد أهمية هذا السؤال أننا لدينا شركات  صرنا نسمّيها بـ ( المدللة ) مرّت على طاقم إدارتها التنفيذية جنسيات متنوّعة ، لكنها لم ترتق بها ، بل جعلتها كما ( البقرة الحلوب ) أو ( البئر بدون قاع ) استنزفت من الملايين مايشيب له الولْدان من غير أن يتغير أو ( يتلحلح) مؤشر الخسارة المدويّة لديها .، ولا يدري أحد سبب الإصرار عليها !

الزميل العزيز إبراهيم الشيخ كتب منذ عدّة أيام عن كلية ( البوليتكنك ) واصفاً إياها بأنها أصبحت من أفضل مشروعات التقاعد النيوزيلندية ، وقبلها اسكوتلنديين كلية المعلمين وسمعنا باستعانة جهات معينة مؤخراً بخبراء من أمريكا أو بريطانيا ثم طالعتنا الصحف المحلية الأسبوع الماضي بخبر تكليف خبراء فرنسيين لوضع معايير مهنية لوسائل إعلامنا المحلية ونخشى أن تتزايد في الأيام القادمة مثل هذه التكليفات والاستعانات دونما اعتبار لـ ( ماحكّ جلدك مثل ظفيرك )  .

سانحة :

الحمد لله أن تمكنت بعض الدول العربية من أن تكتشف أن بعثة جامعة الدول العربية في سوريا إنما هي كانت تمثّل فصلاً جديداً من المسرحية الشهيرة ” شاهد ماشفش حاجة ” .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s