نافذة الجمعة

أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ؟

يُروى في تاريخنا الإسلامي العظيم أن هذه الآية الكريمة من سورة البلد قد نزلت في أحد كبار الصناديد من أهل قريش ، من محاربي الدعوة الإسلامية في بداياتها ، ناصب العداء للرسول صلى الله عليه وسلّم وأصحابه وآذاهم شديد الإيذاء . بل كان يفتخر بأنه أنفق أمواله الكثيرة في سبيل التضييق على انتشار الإسلام ومعاداة محمد صلى الله عليه وسلّم .

هذا الطاغية اسمه أبو الأشد بن كلدة الجمحي ، كان قوياً ، شديد البطش حتى أنه بلغ من شدّته أنه كان يقف على الأديم ( جلد بقرة )  ويجاذبه عشرة رجال لينتزعوه من تحت قدميه فيتمزّق الجلد ويتقطع قطعاً ولا يتزحزح عنه . وعلى طريقة الطغاة والمتجبّرين : كان التباهي والغرور والصلف والتكبّر هي الصفة الغالبة على ممارسات هذا الرجل ، كغيره من الطغاة في منطقهم الذي يقول : ” ما علمت لكم من إله غيري ” وقيل عن تكبّره واستهزائه بأقدار الله سبحانه وتعالى أنه لمّا نزل قوله تعالى عن النار ” عليها تسعة عشر ” جاء أبو جهل وقال لقريش: ” ثكلتكم أمهاتكم ، أسمع أن ابن أبي كبشة (يعنى محمداً ) يخبركم أن خَزَنة النار تسعة عشر، وأنتم الدّهم الشجعان ، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد منهم ؟ فقال له أبو الأشد بن كلدة الجمحي : “أيهولنّكم التسعة عشر، أنا أدفع بمنكبي الأيمن عشرة ، وبمنكبي الأيسر التسعة ، ثم تمرّون إلى الجنة ”  كان يقول ذلك مستهزئا. وفيه نزل قول المولى عزّ وجل ” أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ” فقد قضى وانتهى هذا الظالم المتجبّر من دون أن يبقى له ذكر إلاّ في الاعتبار بسيَر الطغاة والمجرمين الذين تحدّوا عظيم السموات والأرض وتجرأوا على أن يكونوا في منزلته وعظمته فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر لأن سنن الله جارية ماضية ، لا تحابي أحداً ولا تجاري دولاً مهما بلغت من القوة والجبروت .

ما يقوم به اليوم النظام في سوريا من إراقة دماء زكية وقتل وذبْح ، لا يفرّق فيها بين كبار وصغار ، أو رجال ونساء وأطفال في مشاهد لمجازر مروّعة لسان حالنا يقول لجزّار سوريا فيها : ” أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ” حتى لو أيّدته وتواطئت معه كل قوى الأرض. وما أروع وأجمل الصيحة أو الشعار الذي يهتف به أبناء الشعب السوري : ( مالنا غيرك ياالله ).

سانحة :

يقول توماس جيفرسون في كتابه (ملاحظات عن ولاية فرجينيا عام 1784ـ1785م) بعد أن رأى ملامح الفساد ينخر في القيم الأمريكية : ” أرتجف خوفاً على بلادي عندما أفكِّر بأنَّ الله عادل!!)

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s