نافذة الجمعة

( انتِ العنوان ) يابحرين

لم يمنع البرد القارس ما يقارب الـ (200) ألف بحريني من تلبية نداء وطنهم والالتقاء مجدداً في رحاب ساحة الفاتح التي باتت تحمل من الرمزية التاريخية والوطنية الشيء الكثير في ذاكرتنا حيث أثبت هؤلاء مساء الثلاثاء الماضي أن جذوة ثورتهم الفاتحية لم تخبو ، وأن من راهن وعمِل على ضعفهم وتفكك جبهتهم قد تفاجأ ، وباء بخيبة أمل – ربما – غير مسبوقة ولم تكن ضمن حسْباته .

كما أن هذه الجموع التي توافدت على الفاتح في ذاك المساء لم تمنعها دعوات عدم حضور و( مسجات ) إحباط وتثبيط مؤسفة ، لم تصدر من جمعيات المعارضة والتأزيم وإنما صدرت عن جهة عزيزة علينا لم نتوقع في يوم من الأيام أن تنحى هذا المنحى الغريب ، ولم يكن في وارد التفكير صدورها منهم . ونتمنى على الوالد الفاضل الشيخ عبداللطيف المحمود الذي نكنّ له كل الاحترام والتقدير أن يتبرأ من هذه الـ (مسجات ) والتغريدات وأن يحاسب في جمعيته من كان يقف وراء مثل هذه الإساءات غير المقبولة بتاتاً . ولا يمكن السماح بها فقد كانت من السوء مامثّل بالنسبة لي وللكثيرين من الغيورين على الوطن صدمة كبيرة ، حيث أنه لو افترضنا أن منظمي التجمع من شباب صحوة الفاتح قد ارتكبوا خطئاً ما ، مهما كبُر أو صغُر ؛ فإنه ليس مبرراً على المستوى الشرعي والوطني وكذلك الأخلاقي الدعوة إلى مقاطعة تجمع الفاتح والإساءة إليه على هذا النحو الذي لاتحتاجه البحرين في ظرفها الراهن ولا يقبله منطق وحدة الصف .

ولابد هنا أن نرفع شكرنا لشباب صحوة الفاتح على دقة تنظيمهم وإعدادهم لهذا التجمع ، نشكرهم سواء كانوا من جمعية الأصالة أو جمعية المنبر الإسلامي أو جمعية التجمع أو مستقلين أو غيرهم ، شباب أو شابات أعتقد جازماً أنهم وجموع غفيرة من أبناء الوطن ، كباراً وصغاراً ، وضعوا الآن انتماءاتهم – الفكرية أو الحزبية – وراء ظهورهم ، وغادروها ، ولم تعُد ذي بالٍ واهتمام لديهم ، وصارت البحرين ، البحرين فقط هي انتماءهم ، ذابوا لأجلها ، فأصبحت هي مقلة عيونهم ، هي شغاف قلوبهم ، هي فقط من وضعوا أرواحهم على أكفّهم للدفاع عنها.

سانحة :

في مساء الثلاثاء الماضي ، وقفت في تجمع الفاتح بالقرب من مواطن وزوجته ، كان كل واحد منهما يحمل عَلَماً للبحرين ، كانا كبيرين في السن ، في عمْر الأجداد والجدّات ، إذا لم يخنّ التقدير فإنهما ربّما في السبعين من سني أعمارهما المديدة إن شاء الله . لفت انتباهي أنه حينما أنشد الشيخ الفاضل بوراشد ، مشاري العفاسي أنشودته الرائعة عن البحرين ” انتي العنوان ” قام هذا المواطن وزوجته يرفرفان بعلم البحرين ، ولاحظت على وجهيهما نوعاً من البَلَل الذي حسبته ( عَرَق ) . لكني سرعان مااستدركت أن الجو البارد آنذاك لاينزّل من الإنسان ( عَرَق ) وتبين لي أن هذا البَلَل إنما هي دموع غزيرة ومدْرارة تعبّر بكل فخْرٍ وإعزاز عن وطنيتهما وحبّهما للبحرين . وأهدي هذه الصورة الجميلة ، والوقفة العزيزة لهذا المواطن وزوجته بسنّهما ودموعهما ، لمن وصف تجمع الفاتح يوم الثلاثاء الماضي بأنه تجمع بلطجية وتغاضى عن بلطجة قطاع الطرق وحارقوا الإطارات و( ساكبوا ) الزيوت ورماة المولوتوف وما شابهها من أعمال بلطجة تحتاج إلى شجاعة وجرأة من رموز المعارضة من مشايخ وعلماء ورؤساء جمعيات لأن يرفضوها ويستنكروها عوضاً عن أن يصفوا الواقفين في الفاتح بالبلطجيين بينما هم يعرفون في قرارة أنفسهم معنى البلطجة ..

رأي واحد على “( انتِ العنوان ) يابحرين

  1. الأخ الفاضل جمال زويد،

    محرد ملاحظة صغيرة أتمنى أن تتقبلها بصدر رحب…

    أعتقد إن كثرة التطرق للاختلاف في وجهات النظر بين الشيخ المحمود وبين شباب صحوة الفاتح سواء منكم أو من بقية الكتاب الصحفيين أو على الانترنت ليس ذو جدوى ولا يرجى منه خير بتاتا. فالاختلاف هنا نتمنى أنه انتهى وخصوصا مع استقبال شباب صحوة الفاتح للشيخ المحمود في المطار لدى عودته من لندن. وإذا كان الأمر لم ينته بعد، فأتمنى عدم تضخيم الأمور وتصويرها وكأن شقاقا بين أهل الفاتح قد حدث! فاتركوا الأمر للجهتين المعنيتين (المحمود والشباب)، ودعونا لا نتدخل ولا نبالغ في ردات الفعل ولا نتعصب لإحدى الجهتين حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.

    وبالله التوفيق وهو الهادي إلى سواء السبيل

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s