راصد

اليهودي أحسن حالاً من المسلم السني في إيران

حينما يُثار موضوع الواقع المرير لأهل السنة والجماعة في الجمهورية الإيرانية الإسلامية ومعاناتهم في مناطقهم ومعاداتهم في ممارسة شعائر دينهم والتضييق عليهم في بناء مساجدهم وجوامعهم وسوء معاملتهم واعتبارهم مواطنين من درجة ثانية أو ثالثة أو رابعة .. كلّما أثيرت هذه الموضوعات مدعمة بالقصص والروايات والشهود ؛ يظنّها البعض أنها من قبيل التجني أو التحامل على النظام الإيراني خاصة إذا كان صاحب هذه الإثارة محسوب على أهل السنة والجماعة ، سواء داخل إيران أو خارجها .

غير أنه في منتصف هذا الشهر خرج علينا كاتب صحفي مشهور ، هذه المرّة ليس من العرب ولا من المسلمين ، إنما هو من الكيان الصهيوني الغاصب ، له مشوار حافل في المجال السياسي وحاصل على عدد من الجوائز الأدبية والفكرية ليدلي بشهادة تبين أن مايُقال عن واقع السنّة في إيران ليس تحاملاً أو تجنّياً ، وليس فبركة أو تأليف وتدليس حيث زار هذا اليهودي ، وهو “عاموس عوز ”  مؤخراً طهران ضمن وفد من منظمات يهودية عالمية للاطلاع على أحوال الأقلية اليهودية هناك ، وأعد تقريراً عن زيارته توصل فيه إلى نتيجة كتبها : أن اليهودي الفارسي يعتبر أحسن حالاً من وضع المسلم السني في إيران !

يقول الكاتب الصهيوني “عاموس عوز ”  أنهم قاموا بجولة تفقدية للمعابد اليهودية في طهران واستغربت كثيرا مما شاهدته في هذه المعابد من فخامة في البناء والزخارف المعمارية والتي طُعمت بلون الفن المعماري الفارسي ، واستغربت أكثر عندما سمعت بأن في طهران لوحدها أكثر من (12) معبد ” كنس ” لليهود ، كما توجد (10) مراكز لبيع لحم الكاشر المذبوح على الطريقة اليهودية في طهران ، كما يوجد أكثر من (85) معبد ” كنس ” لليهود في مختلف المدن الإيرانية ، فوجدت أن اليهود في إيران يعيشون حياة شبه عادية برغم وجود بعض المضايقات من قبل الحكومة إلا أنها لا تذكر وليست كما كانت في مخيلتي قبل وصولي إلى أرض ايران .

خلال جولة “عاموس عوز ”   في أحد أحياء طهران لفت انتباهه مجموعة من الصبية يلعبون كرة القدم في مسجد شبه مهجور ، فسأل أحد مرافقيه الإيرانيين : ما هذا المكان ؟ فقيل له هذا مسجد سلمان عبدالقادر ، وهو أحد مساجد السنة في طهران ، ويُمنع عليهم ترميمه أو حتى أداء الصلاة فيه بشكل علني ، وأن من يقوم بالصلاة فيه هم بعض العمال الهنود والأفغان بشكل غير منتظم .

 حينذاك قرر “عاموس عوز ”   إشباعاً لفضوله الصحفي التعرّف أكثر عن أهل السنة  في ايران ، بدأ يسأل ويزور ويستفسر عن أحوال الأقلية السنية حيث توصل إلى نتائج مذهلة كتبها في تقريره منها : إن عدد السنة في طهران لوحدها مليون ونصف مسلم سني ولا يمتلكون مسجد سني واحد لهم في طهران كلها ، بينما عدد اليهود في كل إيران يقارب الـ (30) ألف يهودي ولهم معابدهم التي رأى السيد “عاموس عوز ”   فخامتها !كما أن عدد السنة الذين تم تنفيذ حكم الإعدام بحقهم خلال الخمس سنوات الماضية يزيد عن (1500) شخص وإن عدد المعتقلين السنة في السجون الايرانية يزيد عن (4000) شخص ، كما أن النظام الايراني يجرم أي سني يحاول نشر المذهب السني في ايران . ولذلك يقول “عاموس عوز ”   في تقريره ” وبمقارنتي مع النتائج التي جمعناها من الأقلية اليهودية في ايران والتي تفيد أنه لا توجد حالة إعدام واحدة بحق أي يهودي حدثت منذ سنوات عديدة بالإضافة إلى عدم وجود أي معتقلين سياسيين يهود في السجون الإيرانية ، وحرية إنشاء المدارس والمعابد اليهودية ، فكتبت في تقريري الذي توصلت إليه نهاية زيارتي هذه ، إلا أن اليهودي الفارسي يعتبر أحسن حالاً من وضع المسلم السني في إيران ” .

ماذكره اليهودي “عاموس عوز ” عن أحوال السنة في إيران ومقارنتها بأحوال الأقلية اليهودية هي شهادة أو فضيحة أخرى يمكن إضافتها إلى سلسلة الظاهرة الصوتية ذي الماركة الإيرانية عن رمي إسرائيل في البحر أو الشعار المرفوع دوماً عن ( الشيطان الأكبر ) بينما واقع الحال يبين مقدار الحميمية والاحتضان ودفء العلاقات على أرض الواقع ، بالضبط كما بينها الصحفي اليهودي “عاموس عوز ” في تقرير زيارته خلال هذا الشهر لطهران .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s