راصد

طرْح المعاودة

قبل حوالي أسبوعين ، في الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس النواب لمناقشة أسس ومباديء التعديلات الدستورية الجديدة أثار فضيلة الشيخ النائب عادل المعاودة طرحاً  ربما لم يتطرّق إليه كثيرون أو لم يُنتبه له أو لم ينل نصيبه من البحث والتمحيص . قد يكون ما طرحه بعيداً الآن عن اهتمام الساسة وحماسهم في ظل سرعة البحث عن حلول للأزمة التي يمرّ بها الوطن العزيز . وهي حلول لابد وأن يُصار عند بحثها أو الحوار فيها أن تكون مفضية إلى عدم تكرار  المشكلة  ولا يُسمح لها بأن تكون مجرّد حلول عشرية ( لعشر سنوات ) ثم يكتشف البعض أنها  ناقصة أو معيبة أو أنها لاتؤدي الغرض .

الشيخ الفاضل بوعبدالرحمن أعرب في مداخلته القيمة – كسائر مداخلاته – عن تأييده وقناعته لأن تكون الموافقة على الحكومة من خلال برنامج عملها وليس بحسب تشكيلها باعتبار أن الإنجاز هو المطلوب وليس الأشخاص . ولاشك أنها مسألة شائكة حينما تصرّ المعارضة على مسألة الحكومة المنتخبة فقد تتصدّر حينئذ المسألة الطائفية المشهد أو أن يكون التشكيل المطلوب الموافقة عليه برلمانياً بالمحاصصة بين الانتماءات والتكتلات وقد تدخل فيه أيضاً الهدايا والعطايا والترضيات ، فلا يتغير عند ذاك شيء ، ولا يكون للكفاءات والقدرات الأهمية اللازمة طالما أنها قد تكون مجرّد ( كعكة ) يجري تقسيمها والتحاصص بشأنها .

بينما حينما يكون برنامح الحكومة هو فيصل الموافقة عليها من عدمه في البرلمان سيكون من لوازم إتقان وإبداع هذا البرنامج والقيام على تنفيذه أن يتصدّر المشهد الحكومي أصحاب الكفاءات والمؤهلات والقدرات والإنجازات بغض النظر عن انتماءاتهم ومحاصصاتهم لأنهم باختصار هم القادرين على إدارة وتطبيق هذا البرنامج ولا يمكن لصاحب القرار أن يفرّط فيهم طالما أراد لبرنامج عمله الموافقة عليه وتمريره في البرلمان .

يحتاج ماطرحه الشيخ الفاضل بوعبدالرحمن ، إلى كثير من الاهتمام في ظل أوضاع طائفية ليس من السهل تجاوزها – حسبما أرى – إلاّ باعتماد الكيْف وليس الكم ، باعتماد البرامج وليس الأشخاص .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s