نافذة الجمعة

كيت همبل

كانت مذيعة قناة البي بي سي البريطانية كيت همبل قبل حوالي عامين من الآن تقوم بتصوير لبرنامج ” طريق اللبان ” Frankincense Trail وهو عبارة عن سلسلة وثائقية لتتبع قوافل اللبان القديمة ابتداء من عمان ومروراً باليمن ثم السعودية فالأردن وفلسطين ومصر .  وبينما كانت فوق أحد السطوح في أحد الأحياء القديمة بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية استمعت إلى صوت الأذان للصلاة يتردد من جميع الجهات ، ربما كانت تسمعه لأول مرّة ، لفت انتباهها ثم آسرها فلم تتمالك نفسها وانهمرت دموعها في موقف تم تصويره لينتشر في العالم كما الأثير، وقالت حينذاك ” إنه مكان رائع وأصوات سحرية , لم أرى نفسي إلا وأنا مستسلمة لمشاعري بعد سماع هذا النداء الرائع” .

المذيعة البريطانية كيت همبل ليست حالة نادرة في هذا السياق إنما هنالك قصص وأحداث كثيرة تثبت أن المولى عز وجل أراد أن يكون ذكره سبحانه وتعالى والقرآن الكريم معجزة خالدة ذات وجوه متعددة من الإعجاز والتأثير لا نستطيع أن نحيط بها جميعها فهو بالإضافة إلى أنه معجزة في أسلوبه وبلاغته هو أيضاً معجزة سمعية وصوتية ، تحدث أثرها حتى على غير الناطقين باللغة العربية أو غير المسلمين ، ويكون سماعهم للذكر والقرآن الكريم هو الطريق لإسلامهم .

بل يُروى في تاريخنا الإسلامي العظيم إن السماع والإنصات لعبارات القرآن الكريم كان يحدث حتى من قبل من كانت المجابهة بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته على أشدّها ، فهاهم ثلاثة من كبار زعماء قريش وهم : أبو سفيان بن حرب ، وأبو جهل بن هشام ، والأخنس بن شريق حيث وجد كل واحد منهم جاذبية للقرآن في نفسه فرغب في استماعه، ثم خرج متخفياً تحت ستر ظلام الليل كي لا يراه أحد – فكل واحد منهم قد تزعم المعارضة لمحمد ودعوته ! فكيف سيكون حاله أمام الناس إذا عرفوا أنه يستمع للقرآن ؟! ثم اتجه كل واحد منهم نحو بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ليستمع قراءته للقرآن وهو يصلي ، فجلس كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه ، وكل واحدِ منهم لا يعلم بما يفعله الآخران ، فباتوا يستمعون له ، حتى إذا اقترب الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق ! وعرف كل منهم بما فعله صاحباه ! فلام بعضهم بعضاً ، وقال بعضهم لبعض : لا تعودوا ؛ فلوا رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً ، ثم انصرفوا . فهل ياترى وقف الأمر عند هذا الحد ؟ لقد كان تأثير القرآن قوياً لدرجة أن الأمر نفسه تكرر منهم في الليلة التي تليها ، وكل واحدٍ منهم يظن أن لا أحد معه ، ثم يلتقون مرة أخرى في الطريق بعد سماعهم للقرآن ! ويتعاتبون فيما بينهم ، ويعقدون العزم على عدم العودة ، ثم تغلب قوة القرآن ما تواصوا به ! ويتكرر الأمر مرة ثالثة !! وبعدها رأوا أنه لابد من أن يعاهد بعضهم بعضاً بعدم العودة إلى ذلك فتفرقوا. فلولم يكن القرآن معجزاً لما بهر خصومه ليتخذوا شتى السبل لسماعه !

سانحة :

 قال تعالى : ” لو أَنزَلْنا هذَا القُرآنَ عَلى جَبَلٍ لَّرأَيتَهُ خاشعاً مُّتَصَدِّعاً من خشيةِ اللَّه وتلكَ الأَمثالُ نَضْرِبُها للنَّاسِ لعلّهُم يتَفَكَّرون “

رأي واحد على “كيت همبل

  1. عسی بس النغزة وصلت للمعنیة،

    وآتمنی من الحکومة أنها تتیقن تیقنا تاما أننا نطیعها طالما أنها تقیم الصلاة، فإن مست الصلاة بقرار فلا تلومن إلا نفسها… وحسبنا الله ونعم الوکیل.

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s