ليس عندي بالضبط عدد المرّات التي كتبت في عمودي المتواضع أنه يحزّ في النفس أنه بعد كل هذه السنوات والعقود الطويلة من التعليم والتنمية والخبرات المتراكمة والمكتسبة في البحرين ، وكثرة الكلام والتصريحات عن الاستثمار الناجح في المواطن ، باعتباره الثروة البشرية والحقيقية التي يجب أن توجه لها سائر الإمكانات والحوافز للدفع بها في عالم لا يعتزّ إلاّ بأهله ولا يمكنه النهوض والتطوّر بسواعد غير أبنائه.
في كل بلاد الدنيا تكون الأولوية في شغل الوظائف بمختلف مستوياتها للكفاءات الوطنية ولايمكن أن يُصار إلى غيرها إلاّ في أحوال استثنائية ينعدم أو يندر فيها الحصول على من يحقق مواصفاتها واشتراطاتها ومؤهلاتها من داخل البلد.
غير أن الأمر في البحرين يختلف نوعاً ما ، وقد يثير الغرابة هذا الأمر ؛ فالبحرين التي مضى على دخول التعليم النظامي فيها ما يقارب القرن الواحد ؛ لا يمكن التصديق أنها لازالت تستعين بين فترة وأخرى بمستشارين وخبراء ورؤساء تنفيذيين وما شابههم من خارج أبنائها لإدارة شركاتها ومؤسساتها الكبرى ، في تخصصات نحسب أنه بعد كل هذه السنوات من التعليم والتأهيل والتدريب يصعب علينا أن نقول أننا لازلنا نفتقر إليها ، بل صارت بعض شركاتها ومؤسساتها مختبراً لتجربة مرور جنسيات مختلفة عليها دون أن يُرى لهم أثر واضح وبارز يعضّد ويبرّر ( سالفة ) استمرار الاستعانة بهم .
فمؤخراً اكتشفت الدولة أن مرفقاً هاماً يقوم عليه اقتصاد الدولة بشكل أساسي وتديره شركتنا العملاقة ( بابكو ) التي مضى على تأسيسها (70) عاماً لم تستطع تأهيل أو إيجاد صف ثاني من البحرينيين لقيادة دفة الإدارة التنفيذية فيها بعد تقاعد رئيسها البحريني ؛ فقرّرت تبعاً لذلك إسناد هذه الدفّة لشخص آخر غير بحريني !!
ليست ( بابكو ) وحدها في هذا المجال إنما شركتنا المدلّلة الأخرى ، طيران الخليج أو ما جرى تعريفها بـ ( البقرة الحلوب ) أو ( البئر بدون قاع ) استنزفت من الملايين مايشيب له الولْدان من غير أن يتغير أو ( يتلحلح) مؤشر الخسارة المدويّة لديها . حتى هذه الشركة الخمسينية من عمرها لاتفكّر أن تجرّب تسليم قيادتها لبحريني ، رغم الفواجع المالية الكبيرة التي تكبّدتها على أيدي رؤسائها السابقين من غير البحرينيين.
قبل بضع سنوات قليلة جرت حملة إعلامية وتسويقية كبيرة لإقناع الناس بإنشاء كلية بوليتكنك البحرين ، ومن تابع تلك الحملة ربما صدّق – آنذاك – أنها قد تكون ( المشروع المنقذ ) لمخرجات التعليم في البحرين ، وبالفعل تم إنشاؤها ، وللأسف أسندت إدارتها وتشغيلها لغير البحرينيين الذين رأوا فيها ( مشروع العمر ) أو ( بقرة حلوب ) أخرى ، جففوا ضرعها دون رحمة ودونما حسيب ولارقيب حتى أزكمت روائح الهدر والفساد الأنوف من شدّتها ، واكتشفنا أن هذه الكلية لم تثق في البحرينيين حتى في وظيفة صيانة وتصليح ( السياكل ) ! إذ أسندتها لأجنبي براتب شهري قدره (1500) دينار .. يابخته !!
سانحة :
يقول آباؤنا وأجدادنا في أمثالهم الشعبية ” ماحكّ جلدك مثل ظفيرك ” .. مع كامل احترامنا وتقديرنا للسواعد المخلصة والنظيفة من إخواننا العرب والأجانب الذين أسهموا – ولايزالون يسهمون في خدمة مملكتنا العزيزة .
يقولون سياكلهم سبيشل… مو نفس اللي عند الهنود هههههههههههههههه
وعليه… وكله الحكومة ما عندها ميزانية
إعجابإعجاب