ليس للتو ، وإنما منذ أن نشأ آباؤنا وأجدادنا ، ومنذ نعومة أظفارنا ؛ استقرّ في وجداننا أن إخواننا في السعودية والكويت وقطر والإمارات وعمان هم أهل وأنساب وأعمام وأخوال و( خلاّن ) لم تفرّق علاقاتهم وارتباطاتهم هذه الحدود ولم تفتر إخوتهم ومودة بعضهم لبعض في أي لحظة من اللحظات .
كل مواطن من هذه البلدان الخليجية يشعر بانتماء له في تلك الدول ويحسّ بدفء علاقات أو تميز في التعامل والحفاوة لاتتكررّ مع غيره من باقي الجنسيات في أي من دول مجلس التعاون بحيث أنه يكون أسيراً لفهم لايجادل فيه أحد ، وهو أن هذه الشعوب هي شعب واحد ..
حتى في الأسفار ، في أوروبا أو أمريكا أو غيرها ؛ يلتقي المواطنون الخليجيون دون سابق موعد أو معرفة ، ويتجمعون مع بعضهم من بين كل الجنسيات كأنما هنالك رابط وجداني دعاهم للالتقاء والتكتل ، موظفون أو طلاب جامعات ، على مختلف المستويات . والأهم أن الآخرين لايستطيعون التمييز بين الخليجيين ، أيهم بحريني وأيهم سعودي وأيهم قطري أو كويتي أو إماراتي أو عماني.
إنشاء مجلس التعاون في عام 1981م لم يأت بجديد في طبيعة هذه العلاقات المتجّذرة بين شعوب الخليج العربي وإنما حقق مكتسبات مهما قلنا أنها أقل من الطموح والأمنيات إلاّ أنه لا يمكن لأي منصف أن ينكر أن هنالك إنجازات موجودة على الأرض وثمار ملموسة في واقعنا بسبب هذه المنظمة الإقليمية الخليجية التي أيضاً ساهمت في تماسكه ووحدة مواقفه .
لا يمكننا أن نغفل عن حقيقة أن هنالك اليوم عشرات الآلاف من مواطني دول مجلس التعاون الذين يقيمون ويعملون في الدول الأعضاء الأخرى سواء في القطاع الخاص أو القطاع الحكومي، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المستثمرين والذين يُعاملون معاملة المواطن في جميع دول المجلس وفقاً لقواعد وأنظمة واتفاقيات عززت من مشروعات التكامل الخليجية وحققت درجات عليا من التنسيق هي الأقرب لأن نقول أنها تمثل اتحاداً حتى ولم تعلنه.
سانحة :
أعلنت الآن المعارضة رفضها للاتحاد بين دول مجلس التعاون الذي هو منصوص عليه في نظام تأسيس المجلس منذ عام 1981 رغم أنها لم تُبد في السابق أي تحفظ في هذا الخصوص . لكنها الآن مطالبة بأن تصدر بيان أو تصريح أو أي شيء تبين موقفها إزاء التصريحات الإيرانية بشأن البحرين .
“والأهم أن الآخرین لا یستطیعون التمییز بین الخلیجیین” وأنا أشهد!
الیوم صباحا، أخبرتنی زمیلتي – وهي مصریة تعیش فی قطر- أن فلان لیس بحرینیا وإنما هو سعودي. فقلت لها بل هو بحریني من الرفاع فانصدمت، وقالت لا أستطیع التمییز بین البحریني والسعودي فلهجاتکم متشابهة!
ههههه وأنا أقول الآن: کل هالاختلاف فی اللهجات- وعلی الرغم من کونک تعیشین فی دولة خلیجیة، إلا أنک لاتعلمین الفرق
إعجابإعجاب