أصبحت كما الإسطوانة المشروخة التي تثير الاشمئزاز ، وأعني بها التصريحات التي تخرج علينا من الضفة الأخرى بشأن وجود مؤامرات أو مخططات أمريكية وصهيونية تدفعهم لمقاومتها بالمسيرات والاعتراضات و( الظواهر الصوتية ) . يوم الجمعة الماضية دعت إيران مواطنيها بشكل رسمي للتظاهر ضد الاتحاد الخليجي المزمع قيامه ، وذلك يشكل تدخل سافر من الصعب أن يتكرر في أي مكان في العالم ، وهو أن تعترض دولة ما على قيام اتحاد فدرالي أو كونفدرالي بين مجموعة دول أخرى !
الإسطوانة التي أعنيها هي ما أشار إليه إمام جمعة طهران المؤقت آية الله الشيخ كاظم صديقي إلى مخطط السعودية بضم البحرين ، واصفا إياه بـ “مؤامرة مشؤومة” تُحاك بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية . وغني عن البيان أن مطبخاً شهيراً للمؤامرات الأمريكية والصهيونية قد تم اكتشاف وجوده في طهران ، وأن طبخاته قد نضجت من هنالك ، ليس افتراء ولاتدليساً أو تجنياً ؛ وإنما حقيقة واقعة عبّر عنها قادة إيرانيون بأنفسهم وفق تصريحات ينبغي تكرارها وحفظها وعدم نسيانها .
القادة الإيرانيون الذين فضحوا تلك المؤامرات كانوا على رأس هرم السلطة هناك ، منهم الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني الذي صرّح لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ 9/2/2002 ” إن القوات الإيرانية قاتلت طالبان، وساهمت في دحرها، وأنه لو لم تساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني ” .
ثم تبعه وأكّد صحة كلام رفسنجاني السيد محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية الذي قال في تصريح مشهور جداً في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي نظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي بتاريخ 15/1/2004 ” أن بلاده – يعني إيران – قدّمت الكثير من العوْن للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق” ومؤكدًا أنه ” لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة” .
ومن أراد معرفة المزيد عن المؤامرات التي تُحاك بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية يمكنه الاطلاع على كتاب ” التحالف الغادر: التعاملات السريّة بين إسرائيل وإيران والولايات المتّحدة الأمريكية ” الذي أصدره “تريتا بارسي” رئيس المجلس القومي الأمريكي الإيراني ، الذي يُعد أحد الخبراء في السياسة الخارجية الأمريكية . يُقال أن فيه كمّ غير قليل من تلك الفضائح التي تُحاك بضوء أخضر !!
سانحة :
تقدّر الأمم المتحدة عدد الشهداء في سوريا بعد مرور عام على ثورتهم المباركة بأكثر من تسعة آلاف شهيد .. فيما تواطأت عليهم كل قوى العالم يبقى شعارهم ودعاؤهم ” مالنا غيرك ياالله ” .