راصد

زهرة والظفيري ..

في أواخر العام الماضي 2011م تم الإعلان عن وفاة المواطنة البحرينية زهرة صالح محمد رحمها الله حينما كانت عائدة من عملها إلى منزلها وتصادف خروج عدد من الأشخاص  بمنطقة الديه في مسيرة غير مرخص عنها ، حيث قاموا بارتكاب أعمال شغب وتخريب ، وإلقاء الأسياخ الحديد التي طاش أحدها ليصل إلى مقدمة رأس زهرة التي كانت تسير حينذاك إلى منزلها .

على الفور استلمت خبر الوفاة ( الماكينة ) الإعلامية التي تعرفونها ، قنوات الكذب والفتنة و( الدكاكين ) الحقوقية ، أيضاً التي تعرفونها ، أشاعت الخبر وحولته إلى عملية اغتيال وقمع قامت بها قوات الأمن ، ونشرت شريط فيديو يُظهر الشرطة وهم يحملون أسياخ ، فندته وزارة الداخلية فيما بعد ، وبينت أنه شريط قديم لاعلاقة له بالواقعة ، لازماناً ولا مكاناً .

كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق للمتاجرة باستشهاد زهرة واعتبارها من ( قرابين ) ثورتهم ، وكان يمكن أن يكون تشييع جنازتها مظاهرة أخرى تُستغل في الضغوطات المطلبية وتحدث فيها التجاوزات و( الاختراقات ) والخروج عن أهداف المسيرة أو الاعتصام ، بحسب ما اعتدنا عليه . ربما كانت هنالك تحضيرات لإضافة موتها إلى أوراق وقراطيس يجري تداولها في بعض العواصم الغربية كأدلة على ما يسمونه إجرام الدولة وانتهاكاتها لحقوق الإنسان ، خاصة أن مشهد قطعة الحديد ( السيخ ) مغروساً في رأس زهرة تتفطّر له القلوب وينبيء عن فظاعة ووحشية تتيح فرصاً أكثر للنواح والاستقطاب .

غيرأن شيئاً من ذلك لم يحدث ، وفجأة توقف الكلام عندهم عن زهرة ، توقفت استعدادات وتحضيرات المتاجرة بجثمانها ووفاتها ، حُذف كل شيء عنها في أدبياتهم ونشراتهم ، وخلت قنواتهم الفضائية من أي إشارة لها . لا لشيء سوى أن زهرة  طلعت سنية !

اليوم سيحتضن الثرى جثمان الشاب الشهيد أحمد سالم الظفيري الذي قضى نحبه مغدوراً  به  إثر قيامه بمحاولة إماطة عدد من الإطارات التي يتم حرقها فانفجرت في جسده الطاهر قنبلة أحدثت به إصابات لم تمهله طويلاً حتى غاب عن دنيانا وهو لم يكمل العشرين من عمره وترتفع روحه إلى بارئها  ويكون دمه بمثابة فضح لسلمية طالما زعموها .

ويكون كذلك صمتهم عن استنكار قتله ، بل صمتهم حتى عن إعلان وتقديم تعازيهم فضيحة لطائفية حركتهم تُضاف إلى سجلهم في الاستنكار والتنديد بعدد من حوادث القتل في بلدان أوروبية بينما تنخرس أقلامهم وتتوقف ألسنتهم أمام مجازر ومذابح في سوريا يندى لها جبين الإنسانية ، لا لشيء سوى ذات سبب صمتهم وسكوتهم هنا عن مقتل زهرة والظفيري عليهما رحمة الله .

رأي واحد على “زهرة والظفيري ..

  1. ياخي بس اهمه اللي صمتوا عن التعازي؟!

    احنا ألحين ننتظر بوعيسى صاحب المواجيب

    إعجاب

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s