راصد

نوري اكتمل

ومادمنا قد تكلّمنا يوم أمس عن المبادرات والإبداعات في العمل التطوّعي التي يقوم بها شباب من أبناء الوطن يتملّكهم الحماس من أجل أن يقدّموا شيئاً لمجتمعهم وأهلهم عن طريق سواعدهم المخلصة وأفكارهم النيّرة ؛ فإنه لابد لنا من التطرّق لمشروع آخر احتفلنا مساء الخميس الماضي بإطفاء شمعته الثانية وسط أجواء فرح وسعادة غامرة وحضور مميز ولافت في قاعة المؤتمرات بفندق كروان بلازا بالمنامة

المشروع الذي أقصده هو ماتم إطلاق عليه ( نوري اكتمل ) ؛ بدأ في دولة الكويت الشقيقة وتبناه في مملكتنا العزيزة بعض الإخوة الأعزاء القائمين على منتدى بوابة البحرين ،  ويهدف إلى حثّ الفتيات والنساء وإقناعهن بالالتزام بالحجاب الشرعي الذي فرضه المولى عز وجل على المرأة كزينة وصيانة وحماية لها حيث تكللت جهود هؤلاء النخبة من الشباب ( رجال ونساء) خلال عام واحد فقط عن إقناع مايقارب (250) فتاة بارتداء الحجاب عن رضا وقناعة والتزام بهدي الإسلام وابتغاء مرضاة المولى عز وجل ، وقد كان مؤثراً مشهد بكاء بعضهن وهنّ يتكلّمن عن حجابهن وفضله سبحانه وتعالى عليهن بهدايتهن إليه والتزامهن به .

في الواقع ؛ لم يعد الحجاب مجرّد فريضة شرعية أوجبها المولى عز وجل على نساء المسلمين يتقرّبون به إلى ربهم ويرجون مرضاته ويحتسبون الأجر والثواب على التزامهم به ضمن بقية الطاعات والأعمال الصالحة التي نحتاجها لإعمار  دنيانا وآخرتنا . إنما الحجاب الآن أصبح رمزاً للصحوة الإسلامية وعودة الالتزام بالنهج الرباني ودليلاً على انتشار المدّ الإسلامي في شتى أرجاء العالم ، وأخذت محاربته صوراً عديدة ومتنوّعة وصلت إلى حدّ سنّ قوانين وأنظمة لمنعه والتضييق على مرتدياته ، بل ذهبوا إلى التراجع عن مباديء وحقوق ملئوا الدنيا حديثاً وترويجاً لها ، مثل الحريات الشخصية التي يقرّونها في كل شيء لكنهم يتوقفون عنها حين الكلام عن الحجاب أو النقاب !! 

شعار الجميل لهذه الحملة المباركة ( نوري اكتمل ) يحمل دلالات كثيرة من بينها أن التزام المرأة بالاحتشام واللبس الشرعي هو نور وضياء لها على عكس ما قد يصوّره أولئك الذين دأبوا على الاستخدام السلعي للمرأة ممن لا يرون فيها إلاّ جسدها ومفاتنها ويهينون إنسانيتها فيعرضـونها للرخص والابتــذال ولا يجدون فيها إلاّ بضـاعة للجنـس وسـلعة للإغـراء. فألف شكر لمسؤولي الحملة ومنظميها وتهانينا لللاتي اكتمل نورهن ..

سانحة :

قبل عدّة سنوات استلمت رسالة من إحداهن حمِلت عنواناً جميلاً ومؤثراً ” الوردة الحزينة ” جاء فيه : ” كثيرون الذين عرفتهم طوال سنوات دراستي الجامعية ووضعت يدي في يدهم وتبادلت معهم الابتسامات والهمسات واللمسات والأمنيات .. كان مجرد مروري على أحدهم بأصباغ وجهي الزاهية وملابسي القصـيرة الجذابة كافياً لملاحقتي ومحاولة الفوز مني ولو بابتسامة . كانت الحياة وسط الطلبة هكذا لذيذة وممتعة ، ولم أشعر بمرارتها إلا بعد أن تقدم بي العمر ومضى قطار الزواج بأخواتي وزميلاتي وتركني أولئك الذئاب المفترسة ، أصحاب الأحلام الوردية لا لشيء سوى أنني سيئة السمعة !! الباحثون منهم عن الزواج يريدونها محجبة أو قل منقبة ليست ذات تجربة .. جمالها وقوامها وريحتها لايعرفه سوى أهلها . يُخيل إليك أن هؤلاء أصحاب القصص الغرامية والمغامرات الرومانسية من شدة تدقيقهم على صفات الالتزام  والحشمة لشريكات حياتهم يبحثون عن صحابية جليلة ! فهم يدركون أن الوردة التي يشمها الكثيرون تفقد عبيرها ، ولكننا نحن الغافـلات عن هذا الســرّ العجيب الذي أودعه الله في الورود والزهور ؟ ونحن الغافلات أيضاً عن أن الأسوياء من الرجال ، ومن يعودون إلى سويتّهم حين الرغبة في شريكة لحياتهم واختيار أم لأطفالهم ، لايفرّطون في احتشام المرأة وسترها “

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s