علي محمد الكسار ، فنان كوميدي مصري راحل ، ولد في القاهرة عام 1887 ، لم يتعلم القراءة أو الكتابة ، واشتغل منذ التاسعة من عمره بوظيفة مساعد طباخ لخاله ، مما أتاح له فرصة الاختلاط مع النوبيين من بوابين وسفرجية وسائقين ، وتعلم لهجتهم وطريقة كلامهم حتى اكتشف في نفسه موهبة التمثيل حيث شغف بها وتحول إليها وكوّن عام 1907 أول فرقة مسرحية له وسماها “دار التمثيل الزينبي” ثم انتقل إلى فرقة “دار السلام” وقام بأدوار كوميدية عديدة إلى أن ظهر في شخصية عثمان عبدالباسط ، الخادم البربري.

أما نجيب الريحاني فهو أيضاً فنان كوميدي راحل ، مصري من أصل عراقي ، ولد عام 1889 ونشأ في حي باب الشعرية بالقاهرة وسط الطبقة الشعبية الفقيرة وتعلّم في إحدى مدارسها وأتقن اللغة الفرنسية ، ثم عمل بوظيفة كاتب حسابات براتب قدره ستة جنيهات ارتأى أنه من الصعب العيش بها فقرر ترك وظيفته والبحث عن مصدر رزق آخر حتى تعرف في أحد الملاهي الليلية على صديق له كوّنا سويّا فرقة مسرحية لتقديم الإسكتشات الخفيفة لجماهير الملاهي الليلية لتتطور فيمابعد ويصبح الريحاني أحد أعمدة الفن الكوميدي المسرحي آنذاك ، وكان أحد أكثر أدواره الكوميدية التي عُرف بها هو شخصية “كشكش بك “

وعلاقة الكسار بالريحاني هي ذات العلاقة بين الفعل وردّة الفعل  بحسب النظرية العلمية الشهيرة ؛ إذ نشأت بينهما حامية مسرحيات تدور موضوعاتها وعناوينها في فلك الفعل وردّات الفعل بين الخادم عثمان عبدالباسط ( علي الكسار ) وكشكش بك ( نجيب الريحاني ) فمثلاً يقدّم الثاني مسرحية اسمها ” قولوا له ” فيرد عليه علي الكسار بمسرحية تحمل اسم ” قلنا له ” ثم يُقدم الريحانيمسرحية ” الدنيا جري فيها إيه” يرد الكسارعليه بمسرحية اسمها  “الدنيا بخير”.

في وقتنا الحاضر نستطيع أن نرصد الكثير من الأمور والظواهر والحملات من حولنا ربما نصل في تحليلاتها النهائية أنها لاتخرج عن كونها مسرحيات تدور في نطاق تلك النظرية الشهيرة ” لكل فعل رد فعل ” بالضبط كما هو محوري النظرية واضحاً في مسرحيات الكسار والريحاني ، قصدي الخادم عثمان عبدالباسط وكشكش بك .