يدور في روسيا جدل واسع حول محاكمة تجري فصولها هذه الأيام لثلاث فتيات روسيات من أعضاء فريق “بوسي ريوت “الغنائي النسائي بعدما قمن في شهر فبراير الماضي بالدخول إلى الكاتدرائية الأرتوذوكسية الرئيسة (كنيسة المسيح المنقذ ) في موسكو ، ثم الرقص والصراخ فيها وتوجيه انتقادات وشتائم لاذعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان يخوض حملته الانتخابية آنذاك ، ثم قمن بغناء “الأم المقدسة حرري روسيا من بوتين” ويقصدون بالأم المقدسة السيدة مريم العذراء .
الفتيات الثلاث ، وهن ناديجدا تولوكونيكوفا (22 عاماً) وايكاتيرينا ساموتسيفيتش (29 عاماً) وماريا اليخينا (24 عاما) يواجهن احتمالية صدور أحكام قاسية بشأنهن قد تصل – بحسب القانون الروسي – إلى السجن سبع سنوات ، وذلك بعد إصرار رئيس الكنيسة الكاثوليكية البطريرك “كيريل” بأن العمل الذي قامت به الفتيات يشكل استفزازاً وانتهاكاً لحرمة الكنيسة .
الشارع الروسي الذي يتابع القضية باهتمام بالغ انقسم بين مؤيد لمحاكمتهن وإنزال العقوبات المشددة عليهن باعتبارهن قمن بأعمال منافية للأخلاق وانتهاكات غير مقبولة بحق مؤسستهم الدينية وبين معارض يرى الانتصار لحق حرية التعبير والشفافية ويعتقدون أن القضية تم توظيفها سياسياً.
على المستوى الرسمي دعا دميتري مدفيديف رئيس الوزراء إلى “عدم إعطاء القضية حجما أكبر من حجمها مؤكدا أن ما حدث لو حدث في دولة أخرى لكانت العقوبة شديدة وأنه في ظل معطيات سياسية معينة في هذه الدول فإن من يقترف مثل هذه الأفعال قد يواجه أحكاماً مؤلمة لا قبل له بتحملها ” . أما الرئيس الروسي نفسه فقد حاول التقليل من شأن القضية خاصة بعد تنامي الاهتمام بها وتعدّيها الحدود الروسية حيث قال ” ليس هناك أي شيء جيد فى ما فعلنه لكننى أعتقد أنه يجب إلا يحاكمن بقسوة”.
بالطبع لايوجد وجه للمقارنة بين هنا وهناك ، وليس مطلوباً محاكاتهم في عقوباتهم أو الاقتباس من قوانينهم لكن هيبة الدول قيمة يتم اكتسابها بحسب مقدار محافظة تلك الدول على رموزها الدينية والسياسية وعدم السماح بإهانتها أو المساس بها أو جعلها ( سبوس ) ..
بالمناسبة ؛ السيد حسين أمير عبداللهيان ، السفير الإيراني في البحرين سابقاً ومساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية الإيراني حالياً ، شدّ الرحال إلى موسكو لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس بشأن الوضع في سوريا والبحرين !! ونتمنى عليه أن يطلع – مادام هو في موسكو – على قضية الفتيات الروسيات الثلاث اللاتي تطاولن على رموز دينية وسياسية هناك أو يجري مشاورات أو محاولات للتوسط من أجل إطلاق سراحهن .
سانحة :
يقول تعالى في سورة لقمان ” “يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير” .