راصد

من أثرياء الخليج

تظهر علينا بين حين وآخر أخبار سيئة عن أثرياء الخليج ومترفيها لانملك أزاءها إلاّ أن نتحسّب وندعو المولى عز وجل ألاّ يؤاخذنا بما يفعل سفهاؤنا الذين رغم المصائب والمحن التي تعيشها عموم دول الخليج العربي وكثرة المتربصين والمتآمرين علينا والمهدّدين لنا والطامعين فينا إلاّ أنها لاتؤثر في هؤلاء الأثرياء ولاتحرّك فيهم ساكناً ولاتغيّر فيهم شيئاً ولاترعويهم ، ليس لصالح أنفسهم فحسب وإنما من أجل محيطهم ومجتمعهم الذي بدأ الفقر والعوز ينتشر فيه أكثر من ذي قبل وصارت شرائح ليست قليلة في دوله تشكو البطالة أو ضنك العيش أو حاجتها للسكن أو ما إلى ذلك من صعوبات معيشية هي تتزايد ولاتنقص بالرغم مما تملكه هذه الدول من خيرات وثروات وهبها سبحانه وتعالى لها ، تحتاج إلى الحمد والشكر وكذلك عدالة توزيعها وحفظها من أسباب الزوال والهلاك مما نراه أو نقرأه أو نسمع عنه من إسراف أو بَطَر أو ( تفسّق ) يندى له الجبين ويسيل له أو لجزء منه لُعاب فقراء ومحتاجين وذوي دخل محدود ومتوسط ضاقت بهم السبل أوضنّت عليهم رواتبهم ومداخيلهم  أو( اصطكّت ) عليهم سويّة معيشتهم أو عجزت أياديهم عن معالجة مريض عزيز لديهم أو تخصصت أحلامهم في قطعة أرض أو بيت يضمهم وأبناءهم ، بل وأصبح منهم من يكلّم ( لطوف ) والجدران أو يجمع ( قواطي ) من شدّة حاجته وتزايد أزمته فيما يرى آخرون يبعثرون أموالاً من المفترض أن له نصيباً منها ، أقلّها أن تسدّ حاجته وتحفظ له كرامته وتمنعه عن السؤال وتطمئنه لمستقبله ومستقبل أبنائه .

تقول هذه الأخبار السيئة – على سبيل المثال وليس الحصر – أن أحد الأثرياء الخليجيين ( المعجبين ) بالفنانة الخليجية شمس قد زارها في مستشفى لبناني بعدما أن أجرت فيه عملية جراحية وأنه قام بنثر الزهور داخل غرفتها في المستشفى وفي الأروقة وصولاً إلى الشوارع المتاخمة . ثم أنه قدّم لها مبلغاً قيمته مليون دولار من أجل أن يسمع اسمه غناء بصوت الفنانة شمس !! وكنّا قبل حوالي شهرين قد قرأنا أن ثرياً خليجياً قد اشترى أغلى نظارة شمسية في العالم  جاوز سعرها المليون كذلك  ، ولاتكاد تهدأ مثل هذه الأنباء المؤسفة والحزينة عن سهرات وحفلات ويخوت وخيول وفنانات وقصور وفنادق و… إلخ  مما يستدعي معها أن نرفع أكفّ الضراعة إلى جبّار السموات والأرض أن يلطف بنا وأن يحفظ بلداننا جرّاء  ذلك فقد قال في قرآنه الكريم ” وإذَا أردنا أنْ نُهْلِكَ قريَة أمَرْنَا مُتْرَفيها فَفسقوا فيها فحَقَّ عليها القَوْلُ فدمَّرناها تدميرًا ” .

سانحة :

وبالطبع هنالك من أثرياء الخليج من قدّروا نِعَم المولى عز وجل وأعطوها حقها من الشكر والحمد فصاروا يقدّمون من خالص أموالهم وعقاراتهم وعزيزها لدى أنفسهم خدمة لقضايا المسلمين ودعماً لمختلف أوجه العمل الخيري ، ولايُرى على حياتهم وسكنهم وطريقة معيشتهم ما يميزهم عن باقي الناس ، يئنّون لمشكلاتهم ويفزعون لمساعدتهم . أموالهم ليست للعب والإسراف والترف والبعثرة على ….. .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s