راصد

هل رأيتم أغرب من هذا التناقض ؟!

في الواقع أن المحاماة مهنة ليست كباقي المهن التي يعتمد عليها الإنسان في كسب رزقه والعيش من خلال مردوداتها المالية فقط حيث أنها مهنة – ضمن عدد من المهن – ترتبط بمواقف مبدئية وأخلاقيات تبعدها عن أن تكون مجرّد مهنة أو سلعة للاتجار أو الحصول على مكاسب أو مرتعاً للتنفيس عن ضغائن شخصية أو فكرية أو غير ذلك مما قد لا يليق بمواثيق أو أعراف التصقت بهذه المهنة الإنسانية الرفيعة وجعلت من أصحابها قادة أو رموز في مجتمعاتهم يُنظر إليهم باحترام وتقدير يتناسب مع البلاط الذي تمارس عملها فيه . ولذلك غالباً ما يكون للمحامين خط واحد يتوافق مع مبادئهم وطرحهم ، ويتسق مع نهجهم وينبع من قناعاتهم التي تأسست من خلال الخبرة والممارسة ، وكذلك احترامهم لدورهم النبيل في خدمة قضايا الناس وعموم المجتمع ، أو هكذا يُفترض لولا أن بعضاً من النماذج تظهر علينا بين حين وآخر تأبى إلاّ أن تشذّ عن هذا النهج وتسيء إلى سمعة مهنة المحاماة فتجعل منها أداة لتصفية حساباتها حتى ولو جاءت على حساب المباديء والأخلاق.

من ذلك أن إحدى أو أحد هؤلاء المحامين قد رسخ في عرفنا المجتمعي أنها أو أنه قد تخصص في الدفاع عن متهمين في قضايا لها علاقة بالدعارة أو الاغتصاب أو تهريب مخدرات أو ما شابه ذلك من جرائم صار يُقال للمتورّطين فيها ليس لكم من محامٍ غيرها أو غيره ! وبالتالي لم يُعرف عن هذه أو هذا المحام أية مواقف فكرية أو سياسية أو – لنقل – وطنية سابقة لأنه على مايبدو لم تكن في وارد الاهتمام أو التخصص . حتى إذا ما صارت الأحداث المؤسفة في وطننا الحبيب وتكشفت الأقنعة ؛ ركبت أو ركب صاحبنا المحامي موجة الوطنية فالتحق بركب المعارضين الذين لم يكن في سابق الزمان منهم وحرص على أن يكون له أو لها في هذا القطار الجديد موقعاً ينفث فيه سمومه ومعبراً عن أحقاده وضغائنه فاختار الإساءة إلى الإسلاميين وتشويه السمعة سبيلاً حتى أن حسابها أو حسابه في ( التويتر ) يضجّ بتغريدات سبّ وقذف وازدراء  فيمن اعتادت أو اعتاد على تسميتهم بـ ( الوهابية ) ، من تلك التغريدات – مثلاً – قولها أو قوله : ” الوهابية تتجاوز الدكتاتورية المعروفة لأنها تكفّر الحركة للمجتمع ومحاربته واستباحة دمائه وأمواله وإنكار الحقوق الإنسانية ” ومن ذلك أيضاً ” الوهابية من الحركات الإسلامية المتطرّفة التي تحتكر الإسلام لنفسها وتجرّد الآخرين منه وتشكك في إيمانهم وينعكس ذلك على آلية العمل السياسي ” ومن ذلك أيضاً ” مكتب لزواج المسيار عند الوهابية وسوق النساء ” وكذلك أيضاً ” وهابي ما يسمع أغاني ليش وقفت تسمع الأغاني لأن صادك حادث مب خوف من الله يعني ؟؟ هههه والله سطحية المعرفة الدينية سبب وجود أشكالك ” وما شابهها من تغريدات فيها من الازدراء ما يكشف عن هويّة وطويّة صاحبها ، ولاتستأهل الالتفات إليها باعتبار أن الناس قد يكونون أحراراً في ملء صحائفهم أو ( أوانيهم ) لولا أن هذه أو هذا السبّاب و( المزدري ) قد فاجأنا هذه الأيام برفع دعاوى على أفاضل من أمثال الشيخ محمد خالد والشيخ شارخ الدوسري يتهمهم بذات الفعل الذي يرتكبه أو ترتكبه ، السب والازدراء ! هل رأيتم أغرب من هذا التناقض ؟!

سانحة :

قديماً قال الشاعر أبي الأسود :

لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله            عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s