لم يعد الخوف من الإسلام حكراً على دولنا العربية والإسلامية التي صارت تعمل لفكرة الالتزام بأحكامه وأنظمته ، أوامره ونواهيه ؛ ألف حساب ، وترى في عودة الألوف المؤلفة من شعوبها إلى مظلّة الإسلام الحق شبحاً مخيفاً أو مارداً مروّعاً قد يطيح بالكراسي وينهي الأنظمة ، ويجعلها أثراً بعد عين .
إن الخوف مما بات يسمى ” الإسلامفوبيا ” قد خرج عن الحدود العربية والإسلامية ليمتد أو يبسط نفوذه إلى مساحات واسعة من العالم ، لعلّ أوضح أماكن ذلك التوجس والهلع هو أورويا وأمريكا بعدما انتشر فيهما الإسلام بشكل – ربما – لم يتوقعوه وتجاوزت أرقام المنتمين إليه في تلك الديار خانة عشرات الملايين ، بل أصبح هو الديانة الثانية في كثير من تلك البلدان الغربية بالرغم من حالة الحصار والتضييق وعدم الاعتراف بالإسلام .
في أوروبا ؛ تأسست حركة سمّوها ” أوقفوا أسلمة أوروبا ” قد تكون بداية انطلاقتها عندما قام القس “رولاند فيسلبيرغ” بالانتحار بصب النفط على ثيابه وإضرام النار فيها، في ساحة دير مدينة إيرفورت وسط ألمانيا في عام 2006، وذلك في اليوم الذي يوافق احتفالات لبعض نصارى ألمانيا، وقال آنذاك أوليفر فورالد المتحدث باسم جمعية الكنيسة الإنجليكانية : ” إن أرملة فيسلبيرغ أخبرت أسقف إيرفورت أن زوجها ترك رسالة قبيل انتحاره أعرب فيها عن قلقه تجاه انتشار الإسلام في ألمانيا، وتراخي موقف الكنيسة تجاه هذا الأمر”.
ثم توالت المظاهرات والاحتجاجات لينضم إلى حركة ” وقف الأسلمة ” العديد من الشباب والهيئات التي صارت تحذر من خطر انتشار الإسلام وتعمل على وقف انتشاره ، تمنع بناء المساجد وتضع العراقيل أمام الترخيص لها وترفض اعتماد أحكام الإسلام وشعائره في مؤسسات أوروبا على اختلاف دوله ، ولعل معارك الحجاب والنقاب إحدى الصور البارزة لتلك الحروب القذرة ، انضوى تحت رايتها مثقفون واقتصاديون وفنانون وإعلاميون وسياسيون ونواب ، سواء من اليمين أو اليسار ، غايتهم صدّ الإسلام ووقف امتداده دون أن يعرفوا أن أهم خواص الدين الإسلامي اشتداد عوده في المحن .
” أوقفوا الأسلمة ” هي أيضاً حركة واسعة الانتشار في الولايات المتحدة الأمريكية ، لها برامج ومبادرات مرخصة ومدعومة يتبناها شرائح وفئات ينظرون إلى انتشار الإسلام هناك بخشية كبيرة ويؤرقهم اعتناقه من أفواج أمريكية لاتكاد تتوقف حتى أن إحدى الكنائس بولاية فلوريدا رفعت على مبناها عام 2009 لافتة كتبت عليها عبارة: “الإسلام من الشيطان” وقال تيري جونز راعي مركز اليمامة للتواصل العالمي والذي وضع اللافتة : “إن هذه الخطوة جاءت بسبب نمو هائل للإسلام في الوقت الحالي”.
مؤخراً ؛ قبل بضعة أيام قامت هذه المنظمة الأمريكية بمبادرة في مترو نيويورك لمناهضة الإسلام ، بأن نشرت ملصقات تصف المسلمين الذين يدعون إلى الجهاد بالمتوحشين (Savage) أي همجي وغير متمدن ، و تحمل الملصقات عبارات مثل ” في كل حرب بين الإنسان المتحضر و المتوحش ، ادعموا الإنسان المتحضر ، ادعموا اسرائيل وأسقطوا الجهاد”.
حمى محاربة الإسلام تتزايد وتتمنهج الآن في أوروبا وأمريكا ، وتأخذ أشكالاً وأنواعاً ووسائل عديدة ، في التشريعات كما في الأمن كما في المدارس والمرافق الرئيسية ووسائل المواصلات ، في الصحف كما الأفلام وماشابهها من إساءات واستفزازات وأساليب مختلفة ، وحّدها ضرب الإسلام ووقف انتشاره بينما لاتزال دولنا تتحدث عن التسامح والتعايش مع الأديان !!
سانحة :
قال رسول اللّه صلَى اللَّه عليه وسلّم: ” لَيَبْلُغَنَّ هذَا الدِّينُ ما بَلغَ اللَيلُ والنَّهَارُ ، ولا يَترُكُ اللهُ عزَّ وجلَّ بَيْتَ مَدَرٍ ولا وبَرٍ إِلا أَدخَلَهُ اللّهُ هذا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَو بِذُلِّ ذَليلٍ ، عزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ به الإِسلامَ ، أَو ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ “.