راصد

شارع أرادوس

هو من أقدم الشوارع في مدينة المحرق ، تكمن حيويته في أنه يشكل الطريق الدائري الشمالي لهذه المدينة العريقة . فعن طريق هذا الشارع مداخل ثلاث قرى هي قلالي والدير وسماهيج، وعلى جنباته تقع مداخل مرافق حيوية كثيرة ، تعليمية واجتماعية وأمنية ، ففيه ثلاث مدارس ، إحداهما للبنات والأخرى للأولاد والثالثة ثانوية للبنات ومركز صحي ومستشفى للولادة وناديين رياضيين وحديقة عامة ومقبرة ومركز لتدريب الشرطة ومعسكر تابع لقوة الدفاع ومعسكر آخر لقوات أجنبية ومحطة للبترول ومسجد .

مشكلة هذا الشارع أنه يتكون من مسار واحد ذي اتجاهين ، وبالرغم من حيويته وأهميته إلاّ أن يد التطوير لم تمتد إليه مع كثرة المطالبات بأن تطاله حظوة التحديث وزيادة مساراته واتجاهاته ، وبالتالي مضاعفة طاقته الاستيعابية تبعاً للتغيرات التي جرت من حوله طوال السنوات القليلة الماضية حيث دفنت حوالي هذا الشارع أو خلفه مساحات شاسعة من البحر وأقيمت عليها جزر كبيرة تسارعت إليها خدمات الكهرباء والمرافق العامة ثم أنشأوا لهذه الجزر شوارع واسعة ذات مسارين كان يُفترض منطقياً أن تكون الأولوية لشارع أرادوس أو على الأقل أن تتصل به وتكون له ذات مساريها .

ردود وتصريحات المسؤولين عن تطوير شارع أرادوس وتأمين سلامة مرتاديه وزيادة انسيابيته كثيرة جداً ، ربما يصعب حصرها لكنها بقيت دون أن يكون لها أثر تنفيذي سوى أنها تأخذ مكانها في الصحف ضمن عدد من التصريحات تملأ بياض أوراق الصحف وتزيد سيولة الأحبار، وفقط . آخر تلك الردود التي استلمتها في عمودي حول موضوع تطوير شارع أرادوس يعود تاريخه إلى عام 2008 بالضبط في شهر أكتوبر من ذاك العام – أي قبل أربع سنوات من الآن – وخلاصة ردّ المسؤولين آنذاك كان يقول ” أن مشروع تطوير شارع أرادوس قائم وأن التصاميم الخاصة بهذا المشروع جاهزة واكتمال التنسيق مع الدوائر الخدمية ذات العلاقة والذي انتهى مؤخراً بعد متابعة حثيثة من قبل الوزارة، كما أن وثائق المناقصة المعنية جاهزة للطرح حال توافر الاعتماد المالي الإضافي وتخصيص ميزانية للمشروع من قبل وزارة المالية. كما أن وزارة الأشغال لم تقف عند هذا الحد ، حيث قامت بتفعيل الحلول المؤقتة بعد اكتمال الدراسة المرورية المعدة على شارع أرادوس لتحسين السلامة المرورية ، وأتى التفعيل هذا في صورة إنشاء مرتفعات السرعة ” انتهى الرد.

وهاهو العام 2012 تتصرّم أيامه دون أن يرى مشروع التطوير المأمول النور ، والحلول المؤقتة التي أنشأوها قبل أربع سنوات ( المرتفعات ) تحوّلت إلى دائمة ، بل وصارت تلك المرتفعات التي قارب عددها (14) مرتفعاً سبب مشكلات فنية لسيارات مرتادي الشارع فضلاً عن تضاعف الازدحام المروري خاصة في أوقات الذروة ناهيك عن منظر السيارات وهي تتقافز على تلك المرتفعات بما يشبه الحركة في الأفلام الكارتونية !

لانتكلّم عن عقد أو أكثر من المطالبات بتطوير هذا الشارع ؛ إنما أربع سنوات في انتظار تنفيذ وعد معلن ومنشور بالتطوير ، دراسات جاهزة ، تنسيقات مكتملة ، المناقصة جاهزة للطرح أمر لايمكن تصديقه خاصة وأن مدة قدرها أربع سنوات كفيلة لبناء مدن بأكملها أو سكك حديدية ومطارات وما شابهها .

للعلم ؛ فإنه بينما كنا ننتظر تطوير شارع أرادوس تم تغيير اسمه ليصبح شارع ريّا ، أي دون أن يتغير من الشارع أي شيء سوى اسمه !

سانحة :

تفاجأ مرتادي شارع ريّا ( أرادوس سابقاً ) في الآونة الأخيرة بأنه ما أن تغيب الشمس حتى تزدحم المنطقة الممتدة من محطة البترول مرورا بمستشفى المحرق للولادة حتى محطة الشحن الجوي الموجودة هناك بطابور كبير من الشاحنات الضخمة تقف على جانب من الطريق ، تعيق السير ، وتزيد السوء سوءاً ويمتد هذا الازدحام في هذا المكان حتى الليل . هي ظاهرة جديدة نأمل معالجتها .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s