تقول القصة أنه في عصر يوم أمس الأول ، وبعدما لعبت الخمر في رأس أحدهم ، ممن لايأتون إلى ( ديرتنا ) إلاّ لأجله ، وبلغ السكر لديه حدّ الثمالة ؛ قرّر أن يخرج من فندقه أو شقته أو … إلخ ، ويتنقل من مكان إلى آخر ، حاله حال الآخرين من الأسوياء من مرتادي الطرقات والشوارع ، غير آبه بأن المسكر الذي شربه قد عطّل عقله وأفقده تركيزه ، ولم يبال بأن أم الخبائث التي قام بتعاطيها لا يصلح معها إلا التخفي والانزواء ، وليس مزاحمة الأصحاء والعقلاء من الناس في طرقاتهم ومعاشهم .
تواصل القصة فتقول أن هذا المخمور طلع في المنطقة الدبلوماسية – وهي من المناطق الهامة والحيوية بالمنامة – ثم شبّ نزاع لفظي بينه وبين سائق إحدى الشاحنات الكبيرة المتوقفة هناك . وحينما ذهب سائق الشاحنة إلى برادة مجاورة ؛ زيّن العقل المفقود لهذا المخمور أن يركب الشاحنة ، ويجلس على مقودها . وماهي إلاّ لحظة من لحظات الزمن حتى وجد نفسه يسوق هذه الشاحنة بمقطورتها ، بالضبط كما ( أفلام الكابوي ) .
كانت حصيلة هذه اللحظة الاصطدام بحوالي (12) سيارة أوقفها أصحابها في ( باركاتها ) وذهبوا للراحة أو لقضاء حوائج وأعمال لهم دون أن يدر بخلدهم أن هنالك رجلاً سيفعل بسياراتهم كل هذه الإصابات والأضرار لالشيء سوى أنه اطمأن أنه سيتحصل على هذا المشروب المحرّم شرعاً بكل سهولة وأنه ( سيدفقه ) ثم يخرج مع عموم الناس ، أيضاً بكل سهولة ، وبلاخوف أو وجل من رادع أو عقوبة زاجرة ومؤثرة.
غير أنه في حساب التكلفة – وهو فيما أعتقد علم قائم بذاته- لاينبغي أن نقصر خسائر هذا الحادث المؤسف على النتائج المباشرة أو الآنية له فقط ؛ (12) سيارة تضررت ، وفقط . وإنما لابد أن نتجاوزه إلى تعطل أصحاب هذه السيارات الـ (12) مع عائلاتهم ، ودخول سياراتهم إلى الكراجات للتصليح ، إما على حسابهم الخاص أو على حساب شركات التأمين . بعضهم سيأجر سيارات بديلة لتوصيله إلى أعماله وقضاء ( مشاويره ) وبعضهم لأجل توصيل أبنائه إلى مدارسهم وجامعاتهم . وأضرار وأعطال شبيهة أخرى ما كان لها أن تحدث لولا أن هذه أم الخبائث لم يعد من يردعها ويمنعها عن وطننا ويحمينا شرورها ويبعد عنّا غضب المولى عز وجل الذي ترتفع إليه سبحانه وتعالى الأكف بالدعاء أن يحفظنا وينعم علينا بالأمن والاستقرار.
سانحة :
أنفقنا جهوداً وأموالاً طائلة وطرقنا كل الأبواب ، في الشرق والغرب ، والشمال والجنوب ، وتسلّط أو تدخل في شؤوننا من ترون وتسمعون ، وحان الأوان نطرق باب من هو على كل شيء قدير ، ونستذكر حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : ” الرجل أشعث أغبر يطيل السفر يدعو الله يارب يارب ، ومأكله حرام ومشربه حرام وملبسه حرام و غذّي بالحرام ؛ فأنى يستجاب له “.
لا ارى في المقال ما يستحق منعه من النشر
إعجابإعجاب