راصد

رأي النائب حسن الدوسري

مع كامل احترامي للدور الوطني المشهود الذي يلعبه الصحفيون والكتاب وعموم الصحافة المحلية باعتبارها سلطة لا تقل أهمية عن باقي السلطات ، لها التقدير والتشجيع وينبغي دعمها بمختلف صور الدعم والمساندة لضمان أدائها لرسالتها النبيلة ، وقيامها بتوجيه النقد وبذل محاولات الإصلاح وكشف الأخطاء والتجاوزات والإشارة إلى مواضع الضعف والخلل ؛ إلاّ أن ذلك لا يعطيها في تقديري المتواضع أي نوع من العصمة من الخطأ والزلل ، ولا يترتب على ممارسة الصحافة لمهنتها حصولها على أي نوع من الحصانة التي تمنع مساءلتها ومعاقبتها أو حتى انتقادها .

وأرجو أن يتسع صدر إخواني الصحفيين لهذا القول ، فأنا لست سوى تلميذ في هذا البلاط ، ولكن من حق التلاميذ أن يبدوا رأيهم في مدرستهم ومعلميهم خاصة في هذا الأوان الذي نحتاج فيه أكثر ما نحتاج إلى المصارحة وليس المواربة أو المجاملة ، ونحتاج لأن يتطابق مانقوله في السر مع ما نظهره في العلن . ولذلك أنا أقدّر تحفظ أو ( زعل ) البعض مما قاله النائب حسن سالم الدوسري عن الصحافة واتهامه لها بأنها غير نزيهة لكنني أتحفظ أكثر على ردّة الفعل التي أرى أنها – ربما – جرى المبالغة فيها على نحو غير مبرّر .

ماذكره النائب حسن سالم الدوسري هو في بدايته ونهايته رأي كما بقية الآراء التي يجب أن تُحترم ، يمكن قبولها أو رفضها ، ويمكن تفنيدها والرد عليها أو تركها ، لكن لايُحجر عليها طالما أننا ننادي بحرية النشر والتعبير ، والأولى بالجسم الصحفي والكيان الممثل له القبول بهذا المبدأ البديهي ويقبل بأنه ليس فوق النقد وأنه مثلما يريد من الآخرين قبول انتقاداته وربما اتهاماته عليه في المقابل أن يتسع صدره لانتقادات واتهامات الآخرين له .

ثم أن النزاهة قيمة أخلاقية تسعى مختلف المهن والحرف للالتزام بها لكنها في نهاية الأمر تبقى قيمة تقديرية يصعب قياسها بدقة مثلما يتعّذر الوصول إلى نسب عالية أو مكتملة فيها أو بلوغ الوضع المثالي لها خاصة بالنسبة للمهن ذات الصلة بخدمات الناس والوظائف المتعلقة بالنشر والتوجيه والإعلام . في الواقع ؛ من يستطيع في أي دولة من دول العالم – ونحن جزء منها – أن يقول أن صحافتها نزيهة وبعيدة تماماً في ممارساتها عن التوجيه الرسمي أو أنها غير خاضعة في سياساتها لأصحاب الصحف ومالكيها ، أو أنه لاتوجد فيها صحف وأقلام وذمم تُباع وتُشترى ؟ أو من يستطيع أن يثبت أن الصحف لاتتحوّل في بعض أخبارها وتقاريرها كحلبة لتصفية الحسابات الفكرية والشخصية والطائفية أو الانتقامات أو الابتزازات  أو التهديدات أو التحشيدات أو ما شابه ذلك مما يصعب القول بأننا في منأى عنها .

الرأي والرأي الآخر ؛ هي القيمة التي يجب أن نفعلها ونسعى لكمال تحقيقها في ممارساتنا كلها . من المعيب – في بعض الأحيان – أن يتكلم أحد الوزراء أو النواب أو الشوريين أو المسؤولين عن حرية الصحافة و( يذبح روحه ) تصريحات عن هذه الحرية ؛ لكن ما أن تمسّ الصحافة شيئاً لايرضيه حتى يقيم الدنيا تهديداً ووعيداً ، وشكاوى هنا وهناك ، تكشف في مجملها حجم التناقض بين الأقوال والأفعال ، وهو تناقض يعيش في بعض الأشخاص ويتحرّك معهم دون أي خجل أو حياء .

سانحة :

أستطيع بدون تردد أن أؤكد أن النائب حسن الدوسري هو من خيرة الكفاءات النيابية التي تعرّفت عليهم طوال مدة عملي البرلماني منذ مجلس شورى التسعينات وحتى الآن ، وله مواقف وطنية صادقة ومخلصة ، ويتمتع بشخصية فرضت على الجميع احترامها وتقديرها .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s