راصد

حمائم سلام أم غربان ؟!

لاشك أن ردود الأفعال الأجنبية على قرار وقف أو منع المسيرات والتجمعات يشكل في تفسيراته وتحليلاته مثار حيرة واستغراب يصعب على أمثالي فهمه أو استيعابه أو حتى تلمّس خيوط أسباب هذه ( الفزعة ) الدولية تجاهه واستمرارها وتزايدها على هذا النحو لعدّة أيام ، ولازالت !!

فبحسب منطق الأشياء يقولون إذا أردت اختبار مصداقية أحد ، سواء كانوا أشخاصاً أو دول أو منظمات أو … إلخ ؛ فما عليك إلاّ أن تختار مبدأ معيناً وتراقب موقفهم تجاهه ومدى تطبيقهم له والتزامهم به والصمود عليه في عدة مواقف وقضايا متماثلة يبعد عنهم الانتقائية ويحقق لهم النزاهة والموضوعية وما شابهها من قيم نعتقد جازمين أن هؤلاء البكائين اليوم على الحريات في البحرين ليست ضمن برنامجهم وليست ضمن وارد اهتماماتهم . وإنما هي مآرب أخرى لا علاقة لها إطلاقاً بحرية الرأي وشرعية التظاهر وحقوق الإنسان البحريني ، ولا سواد عيونه.

وبالتالي لايمكننا أن نصدّق أن هذه البيانات والتصريحات و( القراطيس ) الذي يتناوب علينا بها هذه الأيام ، الأمريكان والبريطانيون ومعهم ( بان كي مون ) وزمرتهم ناتجة عن مقدار قلق تملّكهم وشعور بالخوف علينا انتابهم . فهم ليسوا حمائم سلام تفطّرت قلوبهم لحالنا ورقّت أفئدتهم لأزمتنا فقرروا أن يكونوا ناصحين أو وسطاء ومصلحين ودعاة يسعون للخير في ديارنا ويريدون بسط الأمن والاستقرار في ربوعنا ويبذلون جهدهم للمصالحة والوحدة الوطنية ولملمة نسيجنا المجتمعي .

السذّج والحمقى والمغفلون ، أو المتساجذين والمتحامقين والمتغافلين ؛ وحدهم يمكنهم تصديق ذلك لأن الصحيح أن هؤلاء ( الفرنجة ) المتباكون على أزمتنا  إنما هم غربان سود ، آكلة لحوم وجيف  ، تقتات على الدماء والأشلاء ، ووراءها ما وراءها من الشرّ والشؤم  بالضبط مثلما استقر عند العرب ” أنه كلما كثر نعيق الغربان في مكان فهناك دلالات على أن هناك شيء ما يُدبر فوق الأرض ،

عدم تصديقنا لادعاءاتهم ومخاوفهم ونصائحهم  إنما هو بسبب أعمال الخزي والعار التي لطخت تاريخهم وحاضرهم ، واستمرت معهم كسياسة كيد وخبث ودهاء جلّ ما تسعى إليه مصالحها ، وفقط . وذاكرة الشعوب العربية والإسلامية تعرف جلّادها وجزّارها الحقيقي ، الذي يغتصب بلدانها و( يعربد ) فيها ويعيث بمقدّراتها وشعوبها قتلاً ودماراً واحتلالاً ونهباً واستنزافاً ، لاحريات ولاحقوق ، ولا هذا ( البطيخ ) الذي يسوّقونه لنا ويغثّونا به . ومن كانت منهم لديه ذرّة رحمة وإنسانية فليوجهها في المكان الصحيح ، هناك في بلاد الشام حيث تُهدر فيه الحريات وتُغتصب الحقوق وتُهان الكرامة ويُذبح الناس كما النعاج والدجاج . وفروا بياناتكم و( قراطيسكم ) وضغوطاتكم لأجل ذاك الجرح النازف حتى نحاول أن نصدّق فعلاً أنكم حمائم سلام ولستم غربان آكلة لحوم وجيف ، تنذر بالشؤم والشر .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s