يجدر بنا في خضم الأحداث المؤسفة التي مرّت – ولاتزال – بوطننا العزيز أن نستذكر بالشكر والفضل بعد الله سبحانه وتعالى عدداً من المؤسسات والجهات التي لعبت دوراً حاسماً وبارزاً في أن تتخطَى البحرين محنتها وتتفادى أخطاراً كانت محدقة بها لم تكن لتتجاوزها لولا جهود تلك السواعد المخلصة التي آلت على نفسها أن تكون سدّاً منيعاً في وجه أية أطماع وأجندات لاتضمر الخير لمملكتنا الغالية.
ولذلك فإنه يحق لتلك المؤسسات والجهات أن نسدي لها كامل التقدير وأن تحظى دوماً بالإشادة بأدائها وإنجازها عرفاناً بما قامت به في أوج تلك الأحداث المؤسفة في العام الماضي عندما اهتز الأمن والاستقرار وصار هو مطلب الناس الأبرز في جميع مستوياتهم حيث أنعم المولى عز وجل علينا بحفظه وصونه لنا وهيأ من أبناء البحرين من يعيد الأمن ويثبت الاستقرار ويمنع العبث بهذه القيمة المجتمعية الهامة في حياة الشعوب والدول .
أعني بتلك المؤسسات والجهات هي مؤسساتنا وأجهزتنا العسكرية والأمنية التي أثبتت قدرات وكفاءة عالية ستبقى ذخراً للدفاع عن الوطن والذود عن حياضه . ومن تلك المؤسسات ؛ الحرس الوطني كمؤسسة عسكرية وطنية نعتز بها جميعاً ، وشاهدنا العام الماضي بكل فخر وتقدير أبناءنا وإخواننا أفراد الحرس الوطني الذين تعاونوا مع قوات الأمن وقوة دفاع البحرين لإعادة الأمور إلى نصابها .
وهاهم بالأسبوع الماضي ينزلون – الحرس الوطني – مرة أخرى إلى الشارع بعد موجة من التصعيدات والتفجيرات ، أقلقت المواطنين وأفزعت المقيمين ؛ فكان من الحكمة الاستعانة بقوات الحرس الوطني للاستفادة من تميزها وجاهزيتها لحماية مكتسبات الوطن ومقدّراته والحفاظ على أمنه . ولقد كان لافتاً بشكل واسع مقدار الارتياح والطمأنينة الذي صاحب تمركز أفراد وآليات الحرس الوطني في عدد من المواقع والمرافق الهامة في مختلف أنحاء البلاد خاصة لما عُرف عن تطورها بفضل الاهتمام الذي تحظى به من لدن جلالة الملك المفدى حفظه الله ، وتميزها بمستوى راق ومتقدّم تستحق رئاسة الحرس الوطني بقيادة سمو الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة ومدير أركانها الشيخ محمد بن عبدالعزيز آل خليفة وجميع منسوبي هذا الجهاز أن نهنئهم عليه ويستحقون مع باقي أجهزتنا ومؤسساتنا العسكرية والأمنية أن نشيد بهم جميعاً ، لاسيما وأن مسألة رفع الروح المعنوية في هذه المؤسسات تكتسب أهمية مضاعفة عن غيرها من المؤسسات الأخرى ، وغالباً ما يكون لها أثرها الواضح على أدائها بالنظر إلى جسامة المهمات والتكليفات المناطة بهم والأخطار التي يتعرّضون لها .
سانحة :
قالوا في نزول المطر : قال تعالى ” فقلتُ استغفِرُوا ربَّكُم إنّهُ كَانَ غفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّماءَ عليكُمْ مِدْراراً ، ويُمْدِدْكُم بِأمْوالٍ وبَنينَ ويَجعلْ لَكمْ جنَّاتٍ ويَجعلْ لَكم أنهاراً ، مَا لَكم لا ترْجُونَ لِلَّهِ وقَارًا، وقَد خَلَقَكم أطواراً “.