كنت قد آثرت خلال الأيام القليلة الماضية عدم الكتابة والخوض في مسألة قيام كيم كاردشيان بزيارة للبحرين بالرغم من تواصل عدد من الغيورين والمخلصين معي لاستنكار هذه الزيارة . كان سبب امتناعي يعود لتحسّس البعض مما أنشره في بعض الأحيان عن ثقافة الرقص والطرب التي يُراد تسويقها لنا وفرضها على مجتمعنا وإفهامنا غصباً عنّا أن هذه هي الثقافة .

امتنعت أيضاً عن النشر احتراماً لقلمي وتنزيهاً لمقام العمود والجريدة من أن تُذكر فيهما اسم هذه الـ (… ) التي تربّعت على عرش الرذيلة والعري في العالم وأصبحت علماً بارزا يُشار إليها بالبنان في دنيا العهر والانحطاط ويُرجع إليها بالسبق في صور الإغراء والتفسخ وعُرفت في العالم السفلي بمشاهد لم يسبقها إليها أحد ، اكتسحت المنافسات والنجوميات في مجالها فأصبحت نجمة التعرّي ونجمة ( البكّيني ) ونجمة أمور نربأ عن ذكرها ، وارتبط اسمها بأشياء تأنف منها ربما حتى الحيوانات ، كانت تظهر على شاشات التلفاز تجري استفتاء على منحنيات جسمها بما فيها مؤخرتها وأكتفي بذلك احتراماً للمقام وإجلالاً للقاريء .

هذه الـ (… ) لم يقف سوؤها عند السقوط الأخلاقي والمستوى المنحط الذي وصلت إليه فحسب ، وإنما نبع من هذا الانحطاط ونشأ عنه – ولاغرابة في ذلك – موقف عدائي وسقوط إنساني شنيع آخر حينما كتبت في تغريداتها ( التويترية ) مؤخراً تأييدها الجذري لإسرائيل في هجومهم على إخواننا الفلسطينيين في غزة ، ثم سحبت هذه التغريدة بعد أن حصلت تهديدات بالقتل ، على حد زعمها .

لكل ما سبق بالإضافة إلى تعظيم شهر الله الحرام لم أكن أرغب في الخوض في الكتابة عن هذه الـ (… ) رغم الحزن والأسى لاستقدامها ، وهو حزن متواصل لأن تستمر بلادنا مكبّاً للنفايات والقاذورات التي تستجلب غضب المولى عز وجل وتسيء إلى سمعة البحرين وأهلها ؛ غير أن شرّ البلية مايضحك ؛ فقد خرج علينا يوم أمس مصدر مسؤول – هكذا – لاندري من أين !! فيقول لنا دفاعاً عن زيارة هذه الـ (… ) لوطننا العزيز أنه ” من الخطأ عرقلة زيارة المشاهير الذين لهم تأثير في الرأي العام العالمي ” مشيراً إلى أن زيارة هذه الـ (… )  ” تُعد فرصة ثمينة للاطلاع على حقيقة الأوضاع في مملكة البحرين، والتعرف عن كثب على واقع البحرين المزدهر سياسياً وحقوقيا واقتصاديا وتجاريا وسياحياً، لتنقل هذه الصورة الى العالم كما ستشاهدها ” ولم ينس هذا المصدر المسؤول المجهول أن يذكّر بأنه ينبغي الرضا بهذه الزيارة ” في ظل حملات التشويه الإعلامي الشرسة التي تتعرض لها مملكة البحرين، التي تُستهدف من خلال جهات خارجية وأخرى داخلية رضيت أن تكون خنجرا يضرب به من لا يريد الخير لهذا البلد خاصرة الوطن ” !

تصوّروا ؛ يظهر علينا مصدر مسؤول مجهول ( من صجّه ) وبهذا الحماس الشديد ليبين لنا الهدف من زيارة نجمة العري وملكة ( البكيني ) للبحرين التي في واقع الحال والمآل لايشرّف قيادتها وشعبها زيارة أمثال هؤلاء المشاهير ولسنا في حاجة لرأي الساقطين والساقطات عن بلدنا ومن المعيب في الحقيقة أن يُقال هذا الكلام ، بل إن التشويه للبحرين ، كل التشويه يكمن في استقدام مثل هذه الـ (… )  ثم يُقال للناس وعلى صفحات الجرائد إننا جئنا بها لنطلعها على حقيقة الأوضاع في البحرين ونريدها أن تنقل صورتنا إلى العالم . بالذّمة هل تحتاج البحرين لمن يدافع عنها وينقل حقيقة أوضاعها أن يكون بهذا الشكل ؟!!  في الواقع لاأدري متى وكيف نتعظ مما حصل ونعتبر من الأحداث ؟!!

غني عن البيان أنه صدر قبل بضعة أعوام توجيهاً سامياً من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر لجميع الوزراء والجهات الخاضعة لإشرافهم ضرورة كشف كل من يُدلي بتصريح أو بيان صحفي عن هويته وموقعه الرسمي ليضع حدا لظاهرة تزايد التصريحات المنسوبة لجهات غير معلومة خلافاً لمعايير الشفافية والمكاشفة التي يدعو إليها الجميع حيث أن مواقف الدولة وسياستها من الوضوح والشفافية بحيث لا تبرر وبأي مقاييس أن تنسب أجهزة الإعلام أخبارها إلى جهات غير محددة .  

إن كشف هوية أصحاب التصاريح الصحفية إنما ينم عن احترام للناس والتزام بقواعد ومباديء الوضوح والمصداقية . ولذلك أتمنى أن تبادر جهة ما في الدولة ؛ تفصح عن هويتها ويصرّح منها مصدر معلوم ومعروف ، فيعتذر عن تصريح المصدر المسؤول المجهول اسماً وجهة . شيء مؤسف أن نستقطب هذه النوعية من الناس أو المشاهير بغية تعريفها بالبحرين وتنقل صورتنا .

سانحة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ” من كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليومِ الآخِرِ فَليَقُل خيرًا أَو لِيَصْمُتْ “