نافذة الجمعة

حتى لاتبقى مجرّد وعود

لأسباب ما  بعضها مهنية وبعضها تلقائية ؛ وجدت نفسي أقف كثيراً عند قراءة أي تصريح أو بيان ، سواء لوزير أو وكيل أو مسؤول ما يعلن عن انطلاقة مشروع سكني أو خدمي أو ترفيهي أو ما شابه ذلك من مشروعات تسوّد بياض الصحف بينما يعرّفها الناس على أنها عملية بيع هواء .

هذه الظاهرة ليست جديدة ، لكنها تزايدت خلال السنوات الأخيرة من دون أن يكون لها كابح يضبط سيرها مثلما صار يصعب تفسير استمرارها بالرغم من الاستياء منها واعتبارها في أجزاء غير قليلة  كما (… ) حيث تتفاقم مشكلات مجتمعية كبيرة مثل الإسكان ، تتضخم إزاءها تصريحات وبيانات عن خطط واستراتيجيات عن مشروعات إسكانية ضخمة ، وبأرقام كبيرة ، هنا وهناك ، لو قُدّر لها أن تكون في أرض الواقع لانكشفت غمّة الإسكان ، ولربما فاضت على الموجودين في قوائم الانتظار ممن تمضي سني أعمارهم انتظاراً لقادم طال انتظاره وترقبه.  يتفاجأ الناس بأن مخرجات تلك التصريحات والبيانات قليلة ، هي في خانة العشرات أو المئات ، لاتتناسب مع حجم الوعود والتصريحات ، ولاتغير من قوائم الانتظار التي هي في خانة عشرات الآلاف ولاتخفف من حدّة الحاجة والعوز.

الأمر اللافت أن هذه البيانات والتصريحات الإعلامية والصحفية لاتتوقف ، ولا يجري وقفها . والأصحّ أنها لم تعد مكلفة بالنسبة لأصحابها ولا يستتبعها أي التزام فقد تضيع مع مرور الأيام والأشهر والسنوات وتعدد المناسبات والأحداث بينما يبحث أصحابها عن سبق أو بروز وتلميع إعلامي أو ربما ( مهدئات ) حتى لو كانت على حساب – مثلما يقولون – بيع هواء على المواطنين بوعود مفتوحة الآجال والآماد .

الأصحّ من ذلك  أن انفلات هذه الوعود والتصريحات تعود كثرة من أسبابه لاطمئنان أصحابها من عدم وجود آلية لمتابعة تنفيذها وضبط إيقاعها والبحث عن موقعها الحقيقي في خطط الوزارات وبرامجها ومواعيد وتكاليف تنفيذها بحيث تكون التزاماً محدداً يستوجب أن تدّب فيها الحياة والتفعيل لا أن تكون مجرد وعود ورقية ، لا تقدم ولا تؤخر .

سانحة :

قلنا أكثر من مرّة نتمنى في الواقع أن تتغير الطريقة بشأن المشـروعات الخدمية والإسكانية والمرفقية وماشابهها وينقلب هرمها ، بحيث أن تنفيذها وإنشاؤها وتحقيقهـا على أرض الواقـع يكون  سابقاً عن مرحلة التصريح عنها ، فتكون للناس عند جاهزيتها والانتهاء منها ، وحينذاك ، حينذاك فقط ؛ فليُكتب عنها ما شاء من تصريحات وبيانات وأخبار مادامت قد أصبحت واقعاً يمكن لمسه والشعور به والإحساس بوجوده في مناطق الناس ومعاشهم . وفرحة المواطنين وسعادتهم بها حينئذ أكبر .. فاتركوا هذه التصريحات وفكّونا منها .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s