رحم الله الشيخ الفاضل العزيز على القلوب ادريس عيسى جناحي إمام مسجد الشيخ مصطفى بالقضيبية الذي قضى نحبه عن عمر ناهز الـ(22) عاماً في مساء إحدى ليالي هذا الأسبوع ، وودّع دنيانا الفانية وهو في ريعان شبابه وترك غصّة وحزناً عميقاً عند أهله ومحبيه ، وهم كُثُر لأن إذا أحب الله عبدا حبّبه إلى عباده ؛ كيف لا وهو من خيرة الشباب أخلاقاً والتزاماً وزاده الله فضلاً بنور القرآن الكريم ، حفظاً وتلاوة .
غير أن الشيخ الشاب ادريس قد ارتفعت روحه إلى بارئها على يد أحد السكارى الذي لعبت الخمر في رأسه وبلغ السكر لديه حدّ الثمالة ، ثم قرّر أن يمتطي مقود سيارته ويتنقل بها من مكان إلى آخر ، حاله حال الآخرين الأسوياء من مرتادي الطرقات والشوارع ، دون أن ينتبه – وقد غاب عن وعيه – بأن المسكر الذي شربه قد عطّل عقله وأفقده تركيزه ، ولم يبال بأن أم الخبائث التي قام بتعاطيها لا يصلح معها إلا التخفي والانزواء ، وليس مزاحمة الأصحاء والعقلاء والأسوياء من الناس في طرقاتهم ومعاشهم ، وبالتالي إزهاق أرواح نعتقد جازمين أن الشيخ الشاب ادريس ليس هو الأول وبالطبع لن يكون الأخير طالما أن الخمر – التي يسمونها باستحياء مشروبات كحولية – مباحة ومتاحة دونما اعتبار لحكم شريعتنا الغراء في تحريمها ومنع شربها وبيعها و ( العلف ) عليها .
ليس المجاهرة بمعصية الله أو الإباحة وحدها هي التي ساعدت السكارى والثمالى على إزهاق الأرواح على هذا النحو ؛ إنما أيضاً العقوبات غير الرادعة جعلت من شوارعنا حلبة مفتوحة لهم ، فيغتالوا من يغتالوا ويصيبوا من يصيبوا ، بلا خوف أو وجل من حوادث القتل التي تستحق فعلاً حينما يكون مرتكبيها متأثرين بأم الخبائث أن نقول عنها أنها تمت عمداً وعن سبق إصرار وترصد .
حري بنا في ظل هذه الأوضاع أن تعيد الدولة النظر في علاقتها مع ربّ العباد حتى تستطيع أن تصلح مابينها وبين العباد فتطهّر مجتمعنا من أنواع شتى من الفساد ، ومن بينها أم الخبائث التي ورد في تحريمها آيات قرآنية كريمة وأحاديث شريفة واجبة التطبيق . لقد طرقنا كل الأبواب ، شرقاً وغرباً طلباً للدعم وطمعاً في الحلّ لكننا ننسى معيّة الله سبحانه وتعالى .