لايختلف أحد على أن الصحة والعافية هي أغلى ما يملكه أي إنسان ، فالمال والجاه بدونهما كما العدم ؛ فاللهم أمنن على الجميع بدوام الصحة والسلامة وتفضل على المرضى بالشفاء العاجل .
طلعت علينا بالأمس صحفنا المحلية بخبر غريب ومثير و( يخرّع ) وأعتقد أنه بحاجة إلى توضيح إما بالتأكيد أو النفي من الجهات المختصة ، وعلى رأسها وزارة الصحة باعتبارها المسؤول الأول عن تقديم هذه القيمة والخدمة المجتمعية ورعايتها وصونها . الخبر يقول في عنوانه ” ثلث الأدوية التي تباع بالبحرين مقلدة ” وجاء فيه ” قام العديد من شركات الأدوية المرموقة بالاتصال بالسلطات البحرينية لتؤكد أنها لا يمكن أن تتحمل المسئولية عن أي تأثيرات غير مواتية تلحق بالأشخاص الذين يستهلكون الأدوية المقلدة ” ويضيف الخبر ” أن هناك تقارير عن أدوية مقلدة تباع في البحرين بأسماء شركات معروفة بعد استيرادها من خلال دول أوروبية وعربية ” وقال : إن الهيئة تقوم بعمليات تدقيق منتظمة وقد تم ضبط بعض الأدوية ” ثم يواصل أيضاً : ” أن نسبة كبيرة من الأدوية المستخدمة بطرق غير مشروعة يجلبها أطباء “
الخبر بهذه الصورة التي يتكلّم عن أن ما نسبته (30% ) من الأدوية في البحرين مقلّدة ، وأن الشركات المرموقة للأدوية أبلغت السلطات بعدم تحملها المسؤولية عن أي مضاعفات أو تأثيرات نتيجة استخدام هذه الأدوية ” هو خطير ومخيف في حد ذاته خاصة وأنه صادر من جهة مسؤولة في حجم الدكتور بهاء الدين فتيحة، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الذي طالب في تصريحه أيضاً بضرورة إصدار تشريعات لضبط العملية ومواجهتها .
يزداد الخوف هو أن مستشفياتنا ومراكزنا الصحية لاتتوافر فيها بعض الأدوية ، ويُقال أن أدويتها رخيصة في أثمانها ، وكثيراً ما ينصح أطباؤها بشراء بعضها من الصيدليات الخارجية ، إما للأفضلية أو بسبب عدم توافرها ، كما أنه من المعروف أن أسعار الأدوية عندنا هي تقارب ضعفها في بعض دول مجلس التعاون الخليجي خاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة التي يحرص كثرة من المواطنين على شراء أدويتهم من أسواقها بالنظر إلى الفارق الكبير في سعرها بالمقارنة بما عندنا ، وبالطبع لا أحد يستطيع استيعاب سبب أن يكون – مثلاً- سعر دوا ء معين في البحرين (20) ديناراً لكنه عندما يعبر جسر الملك فهد يستطيع الحصول عليه بنصف السعر تقريباً !! وفي النهاية يخرج علينا من يقول أن ثلث الأدوية عندنا مقلّدة ، وتُخطر شركات الأدوية السلطات بأنها غير مسؤولة عن مضاعفات وتأثيرات هذا التقليد !!