راصد

أربع مصريات

هاهي مصر ، حصن العروبة ودرع الإسلام تستعيد دورها الريادي في الأمة العربية والإسلامية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م من خلال عدّة مواقف تنحاز فيها لقضايانا وتنتصر لها بكل وضوح وشجاعة ، وليست بغريبة على الشعب المصري العظيم . لعلّ أهمّها ما يتعلّق بنصرة أهل السنّة والجماعة الذي نتمنى على مصر وسائر بلاد العروبة والإسلام أن تتنبّه إلى أهمية الحفاظ على هويتها وانتمائها ثم تعمل على صيانتها ومنع أي عبث أو اعتداء عليها . المواقف التي أعنيها هنا أربعة ، هي محل فخرنا واعتزازنا : أولها : خطاب فخامة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي في طهران في نهاية شهر أغسطس من العام الماضي 2012م  أثناء افتتاح القمة السادسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز حينما بدأ كلمته بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله ثم الترضية على الصحابة والتابعين قائلاً : “الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم صلِّ وسلم عليه وعلى آل بيته وصحبه وارض اللهم عن سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ” وهو مالم نسمع عن أحد من القادة أو المسؤولين العرب أن نطق بذلك سابقاً في إيران التي يبيح مذهبهم سبّ الصحابة الذين قال عنهم صلى الله عليه وسلّم : ” لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد – يقصد جبل أحد –  ذهبا ما أدرك مدَ أحدهم ولا نصيفه “. على أن خطاب الرئيس المصري لم يقف عند هذا الحدّ ، وإنما هاجم النظام السوري بكل جرأة دونما خوف أو حتى مجاملة لحليفه الاستراتيجي ( إيران ) التي كان رئيسها بجانبه على المنصّة في طهران أثناء افتتاح القمة المذكورة حيث قال مرسي : “إن تضامننا مع نضال أبناء سوريا الحبيبة ضد نظام قمعي فقد شرعيته هو واجب أخلاقي، بمثل ما هو ضرورة سياسية واستراتيجية ينبع من ايماننا بمستقبل قادم لسوريا الحرة الأبية وعلينا جميعا ان نعلن دعمنا الكامل غير المنقوص لكفاح طلاب الحرية والعدالة في سوريا “. وهي الفقرة الشهيرة التي حاول الإعلام الإيراني إخفائها أو فبركتها حتى أنه ترجم في اللغة الفارسية ” سوريا ” إلى “البحرين “! وقد ذكر بعدها الكاتب بيتر بوبهام في صحيفة الإندبندنت البريطانية، ، في مقال له بعنوان ( صفعة مرسي تعيد أحمدي نجاد إلى المربع الأول) : ” أن جهود إيران لاستغلال القمة ذهبت هباءا منثورا بخطاب مرسي” مضيفاً ” إذا كانت إيران قد خططت لاستخدام القمة سياسيا لمصالحها، إلا إن القصف الذي قام به مرسي فجّر هذه المخططات في وجه الساسة الإيرانيين، حيث بدا أن النظام السوري أصبح أكثر عزلة من أي وقت مضى”.

أما الموقف الثاني : فقد جاء في الدستور المصري ( بعد الثورة ) الذي جرى الاستفتاء عليه في أواخر شهر ديسمبر الماضي وفاز بنسبة حوالي (64%) مايثبت هوية وانتماء مصر إلى أهل السنة والجماعة ، وذلك في نص المادة رقم (219) منه : ” مبادئ الشريعة الإسلامية تشمل أدلتها الكلية وقواعدها الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة في مذاهب أهل السنة والجماعة “. وهي مادة ترجع أهميتها – بالإضافة إلى ندرتها أو عدم وجودها في الدساتير الأخرى –  إلى إثباتها وحفظها المجتمع المصري من شرور أو موجة أو محاولة غزو على دينه أو تغيير مذهبه .

وجاء الموقف الثالث في تنظيم مصر ( بعد الثورة ) في الشهر الماضي مؤتمر هو الأول من نوعه لنصرة الشعب العربي الأحوازي في إيران بحضور ورعاية السيد عماد عبد الغفور مساعد الرئيس المصري . وأما الموقف الرابع والأخير فهو الذي أصبح حديث الساعة على مدار اليومين الماضيين ، لقاء شيخ الأزهر فضيلة العلامة أحمد الطيب مع الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حيث أسمع الأول الثاني رفضه جميع محاولات نشر التشيع بين أهل مصر وشبابها ورفض سب الصحابة ، وطالبه بضرورة وقف نزيف الدم السوري وحثّه على وقف ما يتعرض له أهل السنة والجماعة في إيران من تمييز وتضييع لحقوقهم وواجباتهم ، كما طالب شيخ الأزهر من الرئيس الإيراني احترام سيادة دول الخليج – وبالذات البحرين – وعدم التدخل في شؤونهم وما إلى ذلك من كلام ونقد ربما يسمعه نجاد لأول مرة خلال زياراته للعواصم العربية والإسلامية لتبقى القاهرة ، قاهرة المعز لدين لله ، قلب العروبة والإسلام .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s