هو أحد أبناء أهل السنة والجماعة في إقليم عربستان ، شعب الأحواز الذي يذوق صنوفاً شتى من الاضطهاد والتمييز وتفيض بالأسى معاناتهم في مناطقهم ومعاداتهم في ممارسة شعائر دينهم والتضييق عليهم في بناء مساجدهم وجوامعهم وسوء معاملتهم واعتبارهم مواطنين من درجة أخرى تجري محاربتهم بالاعتقالات والتعذيب والإعدامات في ظل صمت وسكون من دول العالم الإسلامي وتواطؤ دولي فاضح تجاه قضيتهم .
ريسان شاب من مواليد عام 1976 ويمتهن وظيفة التدريس في دائرة التعليم والتربية بالأحواز ، نشط في محيطه وأحسّ بحقوق أهل مذهبه وناهض السياسات القمعية والعنصرية التي تُمارس ضد ابناء شعبه . التحق في أعمال المقاومة وكان شعارهم ولسان حالهم ” إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر ” .
تم اعتقال ريسان لسبب غريب ، لكنه يدلّ على مقدار التمييز والاضطهاد الذي يعيشه عرب الأحواز الذين يُمنعون حتى من اختيار الأسماء العربية مثل عمر وعثمان ويرفضون تواجدها بينهم لأنها تعتبر إساءة للفرس . قُبض على ريسان بسبب قيامه بعمل احتفالية عرسه في بيت من الشعر باعتبار أن ذلك محاكاة للعرب . بالطبع ليست هذه التهمة المباشرة ولكنها سبباً لاعتقاله ، فهم يعرفون أن ريسان رمزاً للنضال الوطني ، يُسمع له ويتبعه أنصار كُثُر .
لم يطل اعتقاله مدّة طويلة فقد أضرب عن الطعام في سجنه لمدة (20) يوماً احتجاجاً على الظروف القاسية والتعذيب المفرط الذي تعرّض له ، بعدها جرى إعدامه ليلحق بركب الشهداء الذين قدّموا أرواحهم فداء لوطنهم وقضيتهم . ولفت ريسان أنظار العالم وانتشرت حكاية إعدامه عندما أقدم قبل إعدامه مباشرة بتقبيل حبل المشنقة بكل ثبات وقوّة حبّاً في الشهادة ، في رسالة ولغة لايفهمها إلاّ أولئك الأبطال الذين يتمنون نيل مراتب الشهداء بينما غيرهم من الجبناء يفرّون من الموت .
وظنت السلطات الإيرانية أنها بإعدام ريسان قد أنهت أمره وسيرته دون أن تدري أن موت أمثال هؤلاء الأبطال واستشهادهم إنما هو حياة للآخرين ؛ فقد أصبح أهل الأحواز يتذكرونه دائماً بالمعلم الشهيد ، رمزاً لجهادهم ومقاومتهم وينشدون باسمه مقولة :