ظهرت عندنا خلال السنتين الماضيتين مصطلحات وألفاظ لم تكن في وارد الاستخدام والتداول كما هو الحال الآن حيث اشتغل الجميع بالهمّ السياسي وطغت أحداث وأخبار بعينها على لقاءات الناس ومنتدياتهم ومجالسهم ، ناهيكم عن بروز قادة ورموز ونشطاء تسلّقوا على حساب الأحداث المؤسفة التي تمرّ بالبلاد رغم أنهم مجاهيل في الوعي الجمعي ومجرّد أصفار في ذاكرة المجتمع أو أن بعضهم قد ارتبطت سمعته بصنوف شتى من الفساد و( البوق ) والفشل وما شابهها من أشياء معيبة يصعب علينا قبول أو استساغة أن يصعد أمثال هؤلاء لتصدّر المجالس أو التحدّث في شؤون الناس وقضاياهم وآمالهم وتطلعاتهم لولا أننا نعيش في زمان ( الرويبضة ) .

بالمناسبة صارت ( الرويبضة ) كلمة مشاعة بشكل كبير في قاموس الألفاظ البحريني خلال الفترة الأخيرة لكثرة ما يجري إطلاقها على شخصيات لاحصر لها من السفهاء والحمقى والتافهين الذين باتوا يتصدّرون المشهد السياسي والاجتماعي ، وهم ليسوا أهلاً له ، لاتمنعهم صفريّتهم وسوء سمعتهم من الاستمرار – بدون حياء – في التصريحات أو البيانات أو ( التغريدات ) بحجة تحسين صورة البحرين أو الدفاع عنها أو إبراز حقيقة الأحداث أو كشف المؤامرات أو ما شابه ذلك من أمور أحسب أن خير من يجري اختيارهم وتحشيدهم من أجلها إنما هم الأشخاص الأسوياء ، أصحاب الأيادي النظيفة والأخلاق الرفيعة وذوي النوايا والمقاصد المبرؤة من التكسّب والاسترزاق عوضاً عن أولئك الذين لاتنفع أعمالهم البحرين ولاتحميها من أية شرور ، وقد قال تعالى : ” إن الله لايصلح عمل المفسدين “.

إن التعويل أو الاعتماد على هؤلاء مدعاة لمزيد من التردّي وسوء العاقبة لسببين : أولهما : الوعد الرباني الذي ذكرناه آنفاً : “إن الله لايصلح عمل المفسدين “صحيح أن البعض يستهين بقيمة مثل هذه الآيات الكريمة أو لايلقي لها شأناً لكنها سنن كونية ووعود إلهية تكفل المولى عز وجل بتحقيقها ، شئنا أم أبينا . وثاني الأسباب : يترتب التعويل أو الاعتماد على هؤلاء افتقار الحكام والمسؤولين إلى من يصدقهم القول عن أحوال المواطنين ومعيشتهم ، وغياب من يرشدهم إلى مشاكل الناس ويطلعهم على حقيقة أوضاعهم ويُعرّفهم بأحوالهم ويعرض آرائهم، فتضيع حينئذ على أيدي هؤلاء المتكسبين والمتمصلحين أنّات الناس وحاجاتهم ومخاوفهم على حاضر البلاد ومستقبلها .