نتحدّث في كثير من الأحيان عن تأخر إنجاز المعاملات ونسمع لشكاوى عن تعثر وصول الخدمات وتُحكى لنا قصص وروايات عن ( مرمطات ) في المراجعات ومتابعة الطلبات بحيث لانصدّقها أو نشعر أنها تحتوي على مبالغات يصعب التسليم بحدوثها في ظل أن العالم الآن يتجه نحو تبسيط الإجراءات واختصار المراجعات ودمجها ، بل وتخليصها من مكانك بمجرد الضغط على بضعة أزرار على الحاسب الآلي فيما يسمى بالخدمات الإلكترونية التي ما أكثر مانسمع عن وجودها عندنا لكننا لانشعر بقربها منّا .
في الواقع من رأى ليس كمن سمع ، ومن عاين وجرّب ليس كمن قرأ ؛ فقد قرر صاحب هذا العمود المتواضع أن يبني توسعة في بيته بإضافة طابق آخر له . وبالفعل استخرجت رخصة بناء قبل حوالي عام ونصف من الآن ، بالضبط بتاريخ 28 /11/2011م ، للعلم رخصة البناء تصدر من البلدية ، لكنها لاتصدر إلاّ بعد أن تقضي – هذه الرخصة – بعض المشاوير وتلف على دوائر خدمات أخرى من بينها هيئة الكهرباء والماء . بمعنى أن هذه الرخصة عند صدورها تكون قد وافقت هذه الجهات على موضوع هذه الرخصة ، ويُكتب فيها ذلك ، وأنها مستعدة – ابتداء- لتزويده بالخدمات اللازمة . هكذا هو الفهم من سبب مرور عملية إصدار هذه الرخصة على الجهات الخدمية الأخرى ، ومنها الكهرباء .
بعد حوالي أقل من عام واحد على صدور الرخصة انتهيت من أعمال الإضافة وأصدرت لي البلدية تصريحاً بموافقتها على توصيل الكهرباء للمبنى ، كان ذلك بالضبط بتاريخ 24 /10/2012م . ثم في ذات الشهر راجعت إدارة خدمات المشتركين بهيئة الكهرباء والماء الذين أعطوني رقماً للمراجعة والمتابعة . ثم بعد ثلاثة أشهر ، بالضبط بتاريخ 29 /1/ 2013م صدرت لي فاتورة بقيمة توصيل الكهرباء للمبنى . وقمت بدفعها بتاريخ 4/2/2013م .
لكنني الآن بعد مرور عام ونصف على صدور الرخصة ، وبعد مرور حوالي خمسة أشهر على موافقة البلدية على توصيل الكهرباء ، وبعد مرور شهر ونصف من دفع فاتورة التوصيل ؛ لم تصلني القوة الكهربائية الإضافية المطلوبة ، المرخص بها منذ كل تلك التواريخ المذكورة .
للعلم أيضاً أن كل تاريخ من التواريخ المذكورة يحتاج للوصول إليه رحلة خاصة به من المراجعات ، فأنت تنتقل من رحلة إلى رحلة في سبيل حصولك على الخدمة . للعلم المبنى أو الطابق المضاف ليس في منطقة نائية ، في الصخير أو رأس البر مثلاَ وإنما في منطقة سكنية بمدينة المحرق !!
سانحة :
دائماً نقول إن تصريحات المسؤولين عن الإنجاز والاختصار وجودة الخدمات في واد مختلف عن الواقع الحقيقي بصورة تجعل من يجرّب صدقية هذه التصريحات يُصاب أحياناً بنوبات مؤسفة وحزينة من الضحك . وعلى العموم خالص التقدير والاعتذار للإخوة المسؤولين في هيئة الكهرباء والماء لكن الأمر يحتاج إلى نظرة أخرى في التيسير والإنجاز إذ ليس معقولاً أن يبني المواطن بيته بعد أن يقترض ويستدين ويدفع تحويشة عمره ثم بعد أن يجهز بنيانه ينتظر توصيل الكهرباء لعدة أشهر وربما يتجاوز الانتظار خانة الأشهر ليصل إلى خانة السنوات !!