كانت هناك طائرة ركاب ، وكان على متن الطائرة مجموعة قراصنة قاموا بخطفها ، قرر الخاطفون أن يُفرجوا عن شخص واحد إذا استطاع أن يقنعهم ويحرّك عواطفهم.
سألو فتاة فقالت: أنا فتاة يتيمة الأبوين وقد توفي زوجي وأصبحت وحيدة أقوم بتربية ابنتي الوحيدة التي تنتظرني الآن، لكن قصتها لم تؤثرفيهم .
سألوا الثانية فقالت : لقد عشت حياتي كلها محرومة من نعمة البصر، وعندما أبصرت لكي أرى الدنيا ، رأيت نفسي هنا في هذه الطائرة، فلا تحرموني من رؤية الدنيا التي طالما حلمت برؤيتها ، ولكن قصتها لم تؤثر فيهم .
سألوا شاباً : ما عذرك أنت؟ فلم نرى حتى الآن ما يستعطفنا ويحزننا. فقال لهم: أنا ، أنا إنسان أعمل فى (التعليم) فقالوا له بتعجب أنت (معلم) ؟! يعني تحضّر الدروس ،
وملف مهني ، وتعليم إلكتروني ، وتعد بحث علمي ، وتعمل اختبارات دولية ، وتقوم بعمل البوربرينت ، وتتولى إدخال درجات ، وتقدم أوراق عمل ، ونماذج امتحانات ، وتؤدي تقوية لضعاف التحصيل ، ومراعاة المواهب ، وتشارك في الإذاعة المدرسية ، وتعطي حصص مشاهدة ، وتقيم دورات ، وتنفذ مشاريع تحسين ، وحوارات الأداء ، ومشاريع تميز ، وملف PMS ؟ هل تقوم بكل ذلك ؟! قال لهم الشاب : نعم وأكثر . فبكى القراصنة بكاءً شديداً حتى ابتلت لحاهم من شدة البكاء، وأجهشوا بالبكاء و قالوا: يا إلهي كم أنت رجل صابر ، إذهب فقد عفونا عنك وعن كل أصدقائك وأنت حُر طليق ، وسلموا أنفسهم للشرطة ندماً علي ما فعلوا .
هذه قصة رمزية يتداولها بعض المعلمين والمعلمات عن أحوالهم المهنية وكثرة الأعمال المطلوبة منهم والواجبات المنوطة بهم ، ويعتقدون أنها ترهقهم أو على الأقل تقلل من كفاءة الخدمة المفترض تقديمها للطلبة وجودتها ، وكلها تؤثر في نهاياتها على التحصيل العلمي .
سانحة :
على إثر نشر موضوعي عن المشروعات والشركات الاستثمارية الفاشلة وتطرقت في هذا الجانب إلى شركة ” ممتلكات ” التي على وشك تصفية أعمالها وتسريح موظفيها ؛ تلقيت شكر بعض المتضررين الذين يجأرون بالشكوى ويضربون أخماساً في أسداس بشأن مستقبلهم الوظيفي وضياع مصدر رزقهم خاصة في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية . استوقفني في الأمر نقطتان : أولاهما : أنه لم يلتقي أحد معهم من مسؤولي شركة ممتلكات للتباحث معه حول تسريحهم ، رغم طلبهم ذلك . الأمر الثاني : يتكلمون عن تعويضات مجزية للموظفين الأجانب الذين سيتم تسريحهم ويتمنون أن تكون تعويضاتهم مثل هؤلاء الأجانب ، أي أن المواطنين يطلبون أن تكون تعويضاتهم مساوية للأجانب ، فيما يُفترض أن يكون العكس . على العموم نتمنى تدخلاً كريماً ومعهوداً من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر لإنصاف موظفي شركة الخليج للتقنيات ومساعدتهم على مواجهة حياتهم بلا وظيفة .