هو عنوان حملة شعبية أطلقها الناس في إحدى الدول الشقيقة بعدما أحسّوا بارتفاع أسعار البيض وتجاوزها للحد المعقول بحسب اعتقادهم ، وارتأوا أنه مامن سبيل لإعادتها إلى سابق عهدها أو سويّة سعرها ومعقوليته إلاّ بمقاطعتها . وهي ثقافة نحتاج لأن تكون في مقدّمة اهتمامات الناس وطريقة ردود أفعالهم تجاه عدد من الظواهر التي لاتعجبهم لكنهم يتقاعسون أو يعجزون عن إصلاحها أو تغييرها .
هنالك كثير من السلع والمواد الغذائية يمكن الاستغناء عنها لفترة مؤقتة ، تطول أو تقصر لكن هذا الاستغناء المقصود ربما يكون له بالغ الأثر في وقف تضخم أسعارها ، خاصة إذا كان لتلك السلع والمواد الغذائية بدائل وخيارات أخرى يمكن اللجوء إليها .
تطبيق فكرة المقاطعة تحتاج إلى وعي وجهد جماعي حول أهميتها ، وأعتقد أن هناك حملات مشابهة سابقة لحملة “خلوها تفقس” كان النجاح حليفها ، ونجاحها هو الدافع لتكرارها تجاه سلع أخرى .
ولاننسى أن هذه الفكرة إنما جاءت أيضاً في توجيه من الخليفة الراشد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما اشتكى له بعض الناس عن غلاء الاسعار في بعض حاجاتهم فقال لهم رضي الله عنه : ” ارخصوها بالترك ” .
احترام المشاعر :
في ظل الإحباط الذي يشعر به المواطنون جراء مسألة زيادة الرواتب ؛ يجدر بالجهات المسؤولة وقف سائر الأنشطة والاحتفالات والسباقات وما شابهها من صور الهدر والبذخ التي قد تستفز مشاعر المواطنين وتهزّ في مخيلتهم مصداقية مبررات عدم إنفاذ الزيادة المنتظرة في رواتبهم حيث قيل لهم أنها بسبب العجز وقلّة ذات اليد ! إن هذه المبررات يُفترض أن تكون سارية على مثل هذه الأشياء التي هي بالطبع أقل أهمية من تحسين المستوى المعيشي للمواطنين . إن الإعلان مثلاً عن وقف الاحتفالات والأمسيات ؛ خاصة الثقافية منها سيسهم بدون شك في تعزيز القناعات لدى الناس بأن هنالك عجزاً في الميزانية تعمل الدولة على تفاديه ومعالجته . خاصة وأننا نعلم أن هذه الثقافة المقامة في تلك الاحتفالات لاعلاقة لها بالفهم الحقيقي للثقافة ولموروثنا القيمي وإنما هي نوع من المسخ يُراد فرضه علينا وإقناعنا غصباً عنّا بأن هذه هي الثقافة . وفروا أموالها لأمور وأولويات أخرى .
سانحة :
يُقال : ” لم يعرف التاريخ أحداً عاش متكبرا إلا وقد مات ذليلاً ولا أحداً عاش متواضعاً إلا وقد مات عزيزاً”