تقع قرية قلالي في الشمال إلى الشمال الشرقي من مدينة المحرق وقد كانت – بحسب موسوعة ويكيبيديا الحرة – حتى وقت قريب أعلى نقطة يابسة بالبحرين ، وقلالي مفردها قلة أو (الكَلّة) بالعامية ، وهي المكان المرتفع كالهضبة . وكانت في الماضي معروفة ببحرها الجميل الذي هو مصدر رزق لكثير من أهاليها ، تتميز به ، ولايُذكر اسمها إلاّ والبحر مرادفاً لها . وذلك قبل أن يجير الزمان عليها فيحرمها مما كان يحيط بها ، وتتحوّط قريتهم جزر ومدن لا أول لها ولا آخر ، بعد أن عملت آلات وجرافات الدفان عملها ضدها فلا يعود للبحر أي صلة بقلالي ، ولايبقى لأهلها من بحرهم وتراثهم سوى بعض نقاط هي أقرب لتسميتها بمحطات تجمع أوساخ وقاذورات من تسميتها ساحل ، لاتتحرّك فيها المياه ، وأصبحت مع مرور الوقت مكبّاً للنفايات ومبعثاً للروائح الكريهة خاصة عند تغيّر هبوب الرياح ثم أضحت هذه النقاط تسميتها عند الأهالي بأنها ” مستنقع ” صاروا يطالبون بسرعة دفنه رغم أن بقائه كان يمكن أن يذكرهم بأنه بقايا أطلال بحر !
يعاني أهالي قلالي منذ بضعة أسابيع من هجوم متزايد وغير متوقع من أفواج من الحشرات ، هي في غالبها من البعوض وإن كان معها بعض الحشرات التي لانعرفها . الأهالي والمصادر البلدية تؤكد أن منبع وسبب تلك الموجة هو ما بات يسمى بـ “مستنقع قلالي” ويعنون بها بقايا من البحر الذي كانت – مثلما أسلفنا – قلالي تتميز به .
المهم أن هذا البعوض الذي ينتشر بكثافة في المنطقة يحتاج إلى تدخل بيئي وبلدي عاجل ، البعض يخاف أن يفتح أبواب ونوافذ منزله من كثرة هذه الحشرات . ولايجب أن يتعذّر أحد بكلفة عالية لأن صحة المواطنين أغلى ، والبعوض ناقل – كما هو معروف – جيد لأمراض كثيرة . وبالتالي التأخير يزيد الكلفة ولايقللها . وشكوى الأهالي تتزايد بالنظر لاقتراب موسم الصيف الذي بدون شك هو عامل مساعد لتكاثر وتضاعف هذه الحشرات .