أتابع بكثير من الإعجاب الكفاءات البحرينية التي تعمل بإخلاص وتفاني من أجل خدمة الوطن في مختلف المجالات ، خاصة أولئك الذين يغلفون أعمالهم وإنجازهم بالحرص والصمت أو البعد عن الأضواء والضجيج الإعلامي رغم أنهم قد يقدّمون خدمات جليلة لوطنهم تستأهل الثناء والتقدير والتشجيع . أحسب أن من هؤلاء المخلصين الإخوة القائمين على مركز البحرين للتميز الذين يعملون على نشر رؤية تطويرية لأداء العمل الحكومي ، ربما تكون هذه الرؤية مغايرة للنمط المعتاد في التطوير حيث لاتعتمد فقط على زيادة التكاليف المالية أو الكوادر البشرية ، ولاتتعلق باستخدام البدائل التقنية ، وليس لها علاقة بما يماثل ذلك من أمور نحسبها أو اعتدنا أنها هي محط أو محال التطوير والتحديث .
رؤيتهم – بحسب فهمي ومتابعتي المتواضعة – تقوم على أساس إعادة هندسة الإجراءات والممارسات بحيث تكون الأعمال والخدمات الحكومية في أقصر طرقها وأسرع وصولاً لهدفها ، قد يختصرون أو يدمجون جملة من الإجراءات والمراجعات أو قد ينشؤون توجهاً آخر يغني عن ممارسات وإجراءات . المهم أن التبسيط والتيسير والمحافظة على الوقت والجهد والمال هي قيم إدارية يسعى الجميع إلى تحقيقها في عالم يتطور ، تقاربت فيه المسافات وزالت البيروقراطيات إلى الحد الذي لا يمكن القبول باستمرار أداء الخدمات والأعمال الحكومية على ذات النمط التقليدي .
كل أمنيات التوفيق والسداد للقائمين على مركز البحرين للتميز ، وعلى رأسهم سعادة الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة رئيس ديوان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر رئيس مجلس إدارة المركز والإخوة محمد بوحجي خبير المركز وإبراهيم التميمي مدير المركز ، فهم يضعون لمسات ويصنعون خطوات تسهم في تحقيق تميز سيعود تأثيره ونفعه على المواطنين في مملكتنا العزيزة .
سانحة :
بعض الوزارات والمؤسسات والهيئات ؛ حينما تفكّر في مشروعات تطويرية أو وضع خطط استراتيجية ورؤى مستقبلية ينصبّ تفكيرها مباشرة نحو التوجه إلى الخبرات الأجنبية ، فتستقدم أجناساً وأنواعاً من الشرق والغرب ، وتدفع لهم مبالغ ( بالهبل ) ، ربما بلاحساب ، ثم يضعوا كل ثقتهم فيما يخرج عن هؤلاء الأجانب – مع احترامنا لهم – قبل أن يكتشفوا أن تلك المشروعات والخطط والرؤى إنما هي سلع وبضائع تجارية ينقصها الحس والانتماء الوطني .