تقول القصة أن السيدة بارك جيون-هي رئيسة كوريا الجنوبية قامت في بداية الشهر الحالي بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية على رأس وفد كبير يضم عدداً من الوزراء والمسؤولين بحكومتها . وكان من ضمن أعضاء هذا الوفد صحفي سابق اسمه يون تشانغ جونغ ، يبلغ من العمر (57) عاماً ، ويتقلّد منصب المتحدث باسم الرئاسة .
صاحبنا هذا ( يون تشانغ جونغ ) زيّنت له نفسه أثناء الزيارة التحرّش الجنسي بحق شابة تعمل متدربة في سفارة كوريا الجنوبية بواشنطن ، وذلك بأن قام بصورة عفوية – حسب روايته – بضرب ردف هذه الموظفة لترشده وتساعده في مهامه خلال تواجده في واشنطن . كما أنه اقترح عليها تناول الخمر معها برفقة سائق السيارة يوم انتهت فيه محادثات القمة بين الرئيسة الكورية والرئيس الامريكي أوباما في حانة بأحد الفنادق . انتشر خبر هذه الواقعة ، وقررت السفارة الكورية هناك فتح تحقيق بصفة عاجلة في الموضوع كما أن شرطة واشنطن هي الأخرى باشرت التحقيق في هذه المزاعم .
ثم تواصل القصة فصولها فتذكر أن السيدة بارك جيون-هي رئيسة كوريا الجنوبية قررت طرد المتحدث الرئاسي بمجرد علمها بالواقعة وأعلنت إن تصرف ( يون تشانغ جونغ ) غير المقبول تسبب في إلحاق ضرر بالكرامة الوطنية. ورأت أنه لايصلح أن يكون ضمن العاملين معها في مكتبها الرئاسي .
لم تكتفِ الرئيسه بهذا الإجراء ( طرده وفصله من العمل ) وإنما قامت بالاعتذار الرسمي للشعب حول هذه الفضيحة لأنهم يعتبرونها تعدّياً على كرامة الكوريين وامتهاناً لصورتهم وتشويهاً لسمعتهم وانضباطهم وخيانة للأمانة والمسؤولية التي يفترض أن يقوم بها الموظفون والممثلون لوطنهم . الرئيسة الكورية قالت في اعتذارها أيضاً : ” أتقدم باعتذار من صميم القلب حول الصدمة التي تعرضت لها الطالبة الضحية ووالديها والجرح في قلوب أفراد الجالية جراء هذه الحادثة “.
هذا الانضباط الكوري يذكرنا ببعض العرب والمسلمين حينما يغادرون بلدانهم يتركون فيها أخلاقهم ويتخلّون عن دينهم ولا يستشعرون أنهم سفراء لبلدانهم ، يغيب عنهم الوازع الوطني والأخلاقي ، وبالطبع قبل ذلك يتلاشى الوازع الديني ، فتراهم يتراكضون وراء المحرمات ويتهافتون على المنكرات ، ويكونون زبائن في الملاهي والنوادي الليلية و( أعزكم الله ) ويقدّمون أقسى نماذج تمثيل بلدانهم بحيث تدفع الناس في تلك البلدان إلى عدم النظر إليهم إلاّ بالسوء و( الدونية ) .
سانحة :
قال الشيخ الجليل محمد عبده رحمه الله بعدما زار أوروبا كلمة شهيرة ” رأيت الإسلام عندهم بدون أن أرى مسلمين ورأيت المسلمين عندنا بدون أن أرى الإسلام” .