راصد

بيانات لكل مكان إلاّ سوريا !!

كنت طوال الأسبوع الماضي وحتى يوم أمس أتوقع أن أقرأ على متن صحفنا المحلية بيان إدانة واستنكار صادر من المعارضة عندنا أو من جمعية الوفاق يشجبون فيه أحداث المجازر والمذابح الفظيعة التي يجري ارتكابها في مدينة القصير السورية حيث سجّل الضمير العالمي كبير استهجانه وصدمته لما يحصل هناك من ذبح وانتهاك صارخ وغير مسبوق لآدمية البشر .

ويعود هذا التوقع لأسباب كثيرة ، منها أن المعارضة عندنا وبالذات الوفاق قد اعتادت أن تكون صاحبة واجب ، لاتفوتها مثل هذه المناسبات الخارجية إلاّ وتسجّل موقفها عبر بيانات أو تصريحات تدين مثل هذه الأعمال الإجرامية وتستنكر القتل والفتك بالناس ، سواء في الغرب أو الشرق ، وسواء في الشمال أو الجنوب ، لاترضى بمثل هذه الأعمال غير الإنسانية التي تخلف خسائر في الأرواح والممتلكات وتستهدف الأبرياء على هذا النحو الوحشي.

فهاهي الوفاق تدين في اليوم الثاني مباشرة تفجيرات بوسطن الأمريكية التي استهدفت مارثون رياضي بتاريخ 15 أبريل الماضي 2013 وأعربت عن تعازيها لعوائل الضحايا الذين سقطوا في تلك التفجيرات . الوفاق ذاتها أدانت في شهر مارس 2012م حادث مقتل أربعة أشخاص في مدينة تولوز جنوبي غرب فرنسا من بينهم ثلاثة أطفال أمام مدرسة.
 وأعلنت في بيانها تضامنها مع الشعب الفرنسي وحكومته في هذا الحادث المؤلم، مؤكدةً في بيانها أيضاً على أن لغة العنف والقتل هي لغة لا تنتمي للدين ولا للإنسانية.

أدانت الوفاق أيضاً سلسلة التفجيرات التي ضربت جمهورية الهند في شهر يوليو 2011م وعبرت عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال المشينة التي تستهدف الأبرياء في هذا البلد. وأكدت تضامنها وتعاطفها مع الشعب الهندي في هذه المحنة العصيبة، مقدمة تعازيها إلى أهالي الضحايا والشعب الهندي وحكومته . أدانت واستنكرت كذلك التفجيرات التي حصلت بداية هذا العام في باكستان وأيضاً في العراق التي استهدفت زوار العتبات المقدسة وأكدت على أن هذه التفجيرات لا يمكن أن تنسب لدين أو قيم لأنها خارجة عن الإنسانية وشاذة عن الطبيعة البشرية . بل إنها لم تتخلّى عن تسجيل موقفها حتى تجاه الدول الاسكندنافية ، فقد أصدرت أيضاً في منتصف عام 2011م بياناً دانت فيه التفجيرات التي استهدفت العاصمة النرويجية (أوسلو ) وخلّفت خسائر في الأرواح والممتلكات، وعبرت عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال غير الإنسانية التي تستهدف الأبرياء بهذه الوحشية، وأكدت وقوفها ضد أعمال العنف والقتل وزهق الأرواح واستهداف الأبرياء في أي مكان وأعلنت عن كامل تضامنها وتعاطفها مع الشعب النرويجي في هذا الظرف المؤلم والعصيب على أهل هذا البلد ، مقدمة تعازيها إلى أهالي الضحايا والشعب النرويجي وحكومته “.

لا أعترض على تلك البيانات فهي تعبّر عن موقف مبدئي يشاركهم فيه الجميع ، لاجدال في ذلك ؛ غير أن معارضتنا ومعها الوفاق التي مافتأت تستنكر حوادث القتل والتدمير في كل مكان ، في أمريكا وفرنسا والهند والنرويج وباكستان والعراق و… إلخ ؛ لم يصدر منها بيان ، أي بيان ضد الجرائم المرتكبة في سوريا على مدار العامين الماضيين وراح ضحيتها مئات أضعاف ماتحرّكت عواطفها لهم في أحداث أمريكا وفرنسا والهند والنرويج وباكستان والعراق وغيرها !! حتى مجزرة القصير التي صرنا نتمنى ونقول ( ياليت ) أننا لانعرف أجهزة التلفزيون ولا أجهزة الهاتف حتى لانرى مأساوية مشاهد الحصار والقتل والذبح التي يندى لها الجبين هناك، حتى هذه المجزرة لم تتحرّك الوفاق لتسجيل موقف إزائها ، على الأقل أسوة باستنكارها قتل أربعة أو خمسة أشخاص هنا أو هناك ..

مرّة أخرى ، ومرّة بعد مرّة تفشل المعارضة في إقناعنا بأن حركتهم ومطالبهم غير طائفية ، وأن هدفهم دولة مدنية لامكان للطائفة فيها ولا لولاية الفقيه .

سانحة :

من المتوقع أن يظهر علينا زعيم حزب الله اللبناني في خطابه القادم فيعلن أن وراء دعمه للمعارضة والحركة المطلبية في البحرين هو حرصه على عدم ضياع فلسطين واهتمامه بصمود قوى ( المقاومة ) و( الممانعة ) .

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s