نافذة الجمعة

من دروس الفاروق !!

يلجأ كثيرون  في علم الإمارة والإدارة إلى الشرق والغرب ، يبحثون في دساتير وقوانين من أجل تأطيرها وإعادة صياغتها رغبة في الاسترشاد بها في تسيير طريقة إدارتهم وتحمّل مسؤولياتهم تجاه من يتولّون رعايتهم والقيام على شؤونهم رغبة في اكتساب أفضل الطرق والممارسات والوصول إلى فهم رشيد لطريقة إدارة الأشخاص وحكم الشعوب . ويحدث ذلك بالرغم من أن في تاريخنا المجيد ، في سجلاته الناصعة البياض أركان أساسية قام عليها الحكم وسارت عليها إدارة الشعوب ، تم رصدها وكتابتها ، تم حفظها وتناقلها تبين مقدار حرص ولاة الأمر على أداء هذا التكليف تجاه أمتهم وعدم التفريط فيه.

الأمثلة ليست قليلة ، ولاتتعلق بعصر دون عصر ، ولاتكاد تمرّ مرحلة من تاريخنا إلاّ وتظهر فيه أعلام يُشار إليها بالفضل والبنان في الخلافة والإمارة ، تُخلّد أسماؤهم وسيرهم جيلاً بعد جيل لالشيء إلاّ لسبب عطائهم وإخلاصهم وورعهم . الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه استحوذ على نصيب وافر في هذا الجانب ، سارت بقصصه ومواقفه الركبان ، حظي بإعجاب حتى أعدائه . ونحتاج بين حين وآخر أن نسترجع بعضاً من مواقفه وطريقة رعايته لأهله وشعبه .

من ذلك أنه يُروى أنه مرّ على الناس متستراً ليتعرف على أخبار رعيته فرأى عجوزاً فسلّم عليها وقال لها ما فعل عمر؟ قالت : لا جزاه الله عني خيرا . قال : ولم ؟ ، قالت : لأنه – والله – ما نالني من عطائه منذ ولي أمر المؤمنين دينار ولا درهم فقال لها : وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟ قالت : سبحان الله ! والله ما ظننت أن أحداً يلي عمل الناس ولا يدري ما بين مشرقها ومغربها. فبكى عمر ثم قال : واعمراه ! كل أحد أفقه منك حتى العجائز يا عمر. ثم قال لها: يا أمة الله ، بكم تبيعني ظلامتك من عمر؟ فإني أرحمه من النار قالت: لا تهزأ بنا يرحمك الله فقال لها : لست بهزاء ، ولم يزل بها حتى اشترى ظلامتها بخمسة وعشرين ديناراً ، وبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما فقالا : السلام عليك يا أمير المؤمنين. فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت : واسوأتاه أشتمت أمير المؤمنين في وجهه ! فقال لها عمر : لا بأس عليك رحمك الله، ثم طلب رقعة يكتب فيها فلم يجد ، فقطع قطعة من ثوبه وكتب فيها ” بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى عمر من فلانة ظلامتها منذ ولي إلى يوم كذا وكذا بخمسة وعشرين دينارا ، فما تدعى عند وقوفه في المحشر بين يدي الله تعالى فعمر منه بريء ” وشهد على ذلك علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود ورفع عمر الكتاب إلى ولده وقال :” إذا أنا متّ فاجعله في كفني ، ألقى به ربي”.

سانحة :

مما يُؤثر عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : ” والله لو عثرت بغلة في ضفاف دجلة لخشيت أن يسألني الله عنها : لِمَ لمْ تُصلح الطريق لها يا عمر؟

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s