الآن بعد أن خفّت مشكلة الحشرات والبعوض في منطقة قلالي ؛ لابد أن يوجه الشكر والتقدير للذين ( تلاحقوا ) هذه المشكلة البيئية التي أعتقد أنه لو تم تركها لتفاقمت ، ولربما صعُب فيما بعد حلها وتداركها ، ولربما انطلقت تلك الحشرات التي انطلقت من ذلك المستنقع الآسن لتنتشر في كامل البحرين ، وليس قلالي فقط . وذلك بالنظر إلى ( الكمّ ) الكبير من تلك الحشرات التي رأيناها فيما يشبه حالة غزو غير مسبوقة .
حتى نحفظ حق الشكر والتقدير فإنه ابتداء – بعد شكر المولى عز وجل – يُسدى إلى من حرّك الجهات ذات الاختصاص وأزال عنهم تقاعسهم وتأخرهم و( عدم اهتمامهم ) . أعني هنا صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر الذي باشر وعاين المشكلة بشكل شخصي ، ومن خلال زيارته الميدانية وأصدر أوامره الكريمة بسرعة معالجتها وإنقاذ الأهالي الذين لم يكن لهم ذنب في حصول هذا المستنقع ومانشأعنه .
على أنه يبقى في هذا الصدد أمرين هامين : أولهما : ضرورة التعرّف والإعلان عن سبب أو أسباب أو المتسببين في نشوء هذا المستنقع والإجراءات التي تم اتخاذها حيالها حتى لايُصار إلى تكرارها أو أن مثل هذه المخالفات الجسيمة – التي تكبد الدولة نفقات مالية إضافية وتصيب الناس في صحتهم – تمرّ سلاماً سلاماً ! ثانياً : أنه بعد أن دفنت الدولة هذا المستنقع ذي المساحة الكبيرة ؛ يُفضّل أن تجري المبادرة بالاستفادة من هذه المساحة المدفونة قبل أن ( ياكلها الحوت ) وتسري عليها أيادي المتنفذين و( الهوامير ) فيُحرم أهالي قلالي وغيرهم منها رغم حاجتهم إليها . أتصوّر أن هذه المساحة تصلح لأن تُبنى عليها مدرسة أو مركز صحي أومسجد أو ماشابه ذلك من مرافق يعمّ خيرها ولايخصّ فرد أو مجموعة من المتنفذين .
سانحة :
تفاعل كثيرون مع مقالي نهاية الأسبوع الماضي الذي حمل عنوان ” الفرق بين الوحل والنجوم ” وتناول أهمية الركون إلى البطانة والآلة الإعلامية الصادقة والأمينة ، فهي – خاصة في الأزمات والمحن – أكثر نفعاً وإخلاصاً لوطنها وقيادتها من آخرين ينشرون النفاق والتضليل ويسيئون للبلد في مواجهة أزمته الراهنة . في هذا الصدد تُتداول أخبار عن عطايا و(… ) تستهدف إفساد الإعلام ، ويتردد في الأوساط الصحفية والإعلامية أن البعض قد حصل حتى على (فلّة ) أو ( شاليه ) في درّة البحرين مما يحتاج إلى أن تتدخل جمعية الصحفيين – باعتبارها تقوم بدور نقابتهم – بالتحقيق في مدى صحّة هذه الأنباء أو الإشاعات التي نتمنى عدم صحتها ، حفاظاً على مصداقية الكتابة الصحفية ونزاهتها. وكذلك نقاء الذمم الإعلامية وصفائها.