قبل حوالي أسبوعين – أقل أو أكثر – لفتت انتباهي لوحة إرشادية جديدة تم إضافتها على شارع عراد ( الهايوي ) مكتوب فيها بالإضافة إلى المناطق المعروفة مثل عراد والحد وقلالي منطقة جديدة اسمها ( دلمونيا ) . حاولت تتبع مكان هذه المنطقة الجديدة فوجدت أنها تقع في ذات مناطق الجزر والمنتجعات التي كانت في يوم من الأيام من ضمن بحار وسواحل المحرق قبل أن يغيبها الدفان فيُصبح الناس على مفاجأة أن مساحة ذلك الدفان قد فاقت مساحة المحرق ، كل المحرق من دون أن يكون للمحرقيين أو غيرهم من المواطنين سبق أو أولوية الاستفادة من تلك المساحات الشاسعة فيما بات معروفاً بالأراضي المنهوبة أو المسلوبة التي جرى تحويلها بقدرة قادر إلى مشروعات استثمارية لا يكون للمواطنين موقع قدم فيها رغم أنهم كانوا ينظرون إليها في يوم من الأيام كأحد مدخراتهم أو مدخرات أجيالهم أو امتدادات طبيعية لنموهم وتزايد عددهم ، تستوعبهم مع أسرهم وأبنائهم بدلاً من أن يكون مكانهم مع الآلاف أو عشرات الآلاف في قوائم انتظار تكبر ولا تنقص ، تجاوزت أعدادها الـ (50) ألف طلب لا يدري أحد متى ستنتهي وما هو مآلها ؟!
مدن يجري تشييدها بسرعة البرق على تلك الأراضي بينما آخرون تطوى سني أعمارهم ويقاربون الشـيخوخة وهم ينتـظرون رحمة المولى عز وجل بأن يحصلوا على سكن يضم على الأقل أبنـاءهم وأحفادهم بعدما مضى – أو كاد- قطار أعمـارهم ولم يحققوا أحلامهم ، بعضهم مضى على طلبه خمسة عشرسنة وأكثر ، وربما عشرين سنة في انتظار قادم لايعلم موعد مجيئه حتى أن البعض صار يقترح تسجيل طلبات الإسكان منذ ولادة المواطن حتى يمكن أن يحصل على بيته حينما يصل إلى سن العشرين أو الثلاثين أو حتى الأربعين بدلاً من أن يحصل عليه في تالي عمره أو عند قرب تقاعده !
أقترح على الجهات المسؤولة إزالة لوحة (دلمونيا ) وما شابهها من لوحات لمدن وجزر كان يُفترض أنها أولويات مخصصة للمواطنين ، من مدخراته ، لحاضره وأجياله . إزالة هذه اللوحات بدافع المحافظة على المشاعر ووقف الاستفزاز .