بحسب فهمي المتواضع ؛ فإن مشاركة أي بلد أو جهة أو أشخاص في مؤتمر – أي مؤتمر – تعني أن تكون جزءاً أصيلاً من هذا المؤتمر  ، تشارك في نقاشاته وتثريها ، تقدّم أوراق عمل أو تساهم بدراسات وبحوث ، تبدي رأيك وتطرح وجهة نظرك ، وإذا تعلق موضوع النقاش ببلدك أو الجهة التي تمثلها فإنك مسؤول بدرجة أكبر عن هذا الموضوع المتعلق ببلدك ، خاصة إذا كان هذا البلد يتعرّض لحملات تشويه وإساءة لاتكاد تتوقف .

أدبيات المؤتمر ، خاصة بياناته ومحاضره ؛ لابد وأن تتضمن وجهة نظر المشاركين فيه وآرائهم ، وكذلك اعتراضات بعضهم وتحفظاتهم ، خاصة إن جاءت قراراته أو توصياته مخالفة أو مسيئة لبلد هذا البعض . وفي حالة إذا لم تتضمن أدبيات المؤتمر ( محاضره وبياناته ) وجهة نظر هذا البعض وتحفظاتهم فإنه مطلوب منهم اتخاذ موقف ، إما بالانسحاب من المؤتمر أو – على الأقل – إعلان رأيهم وتحفظهم على بيانه  الختامي من خلال تصريح أو لقاء صحفي في ذات الوقت ، في يوم ختام المؤتمر أو  في يومه التالي أو تالي التالي ، وليس بعد مرور أربعة عشر يوماً أو حين افتضاح أمر وجود أسمائهم ضمن الموقعين على بيان المؤتمر .

أكرر أن هذا – بحسب فهمي المتواضع- هو الإجراء المعمول به والمتعارف عليه عند المشاركة في أي مؤتمر أو ندوة أو اجتماع تتضاعف حاجة البحرين إلى استغلاله في تحسين صورتها وإزالة الإساءات أو التشويهات التي تطولها  أو الإسهام في زيادة داعميها والمؤيدين لشرعيتها والمنادين بعدم التدخل في شؤونها .

غير أن ماحدث في مؤتمر القوميين العرب قد اختلف عما هو معمول ومتعارف عليه بشأن المشاركة في المؤتمرات ! حيث شارك عدد من المواطنين البحرينيين في هذا المؤتمر الذي انعقد بتاريخ 1، 2 يونيو الحالي ، في نهايته صدر بيان سيء ومعيب تضمن أمور ومطالبات تخصّ البحرين ، من بينها طلب الإفراج عن المعتقلين السياسيين ، وتجرأ هذا البيان الأحمق فأعلن دعمه لنظام بشار الأسد وهاجم الجامعة العربية واتهمها بالتحيز ضد النظام السوري ! تم نشر البيان آنذاك حاملاً أسماء موقعيه ، كان من بينهم هؤلاء البحرينيين !

بعد مضي أربعة عشر يوماً ، وبعدما استنكرت جمعية الأصالة ماورد في ذاك البيان ؛ حينذاك فقط – بعد أربعة عشر يوماً – خرج المشاركون البحرينيون في مؤتمر القوميين العرب يتبرأون مما ورد في بيان المؤتمر ويعلنون تنصلهم منه !!

بقي أن أبين أن المشاركين البحرينيين الذين نقصدهم هم أعضاء قياديين في جمعية تجمع الوحدة الوطنية وبعضهم ( يمثلون ) شارع الفاتح في حوار التوافق الوطني !! ولاينفي عنهم هذه الصفة إعلانهم أن مشاركتهم كانت بشكل شخصي لأن تصدّر العمل السياسي والانخراط فيه لايستطيع أن يقسم الشخص إلى شخصين مختلفين ولا يمكن أن يكون حمّال أوجه .

سانحة :

الرد الذي نشره المشاركون يتبرأون فيه من بيان مؤتمر القوميين العرب ويتنصلون منه ؛ كان متشنجاً جداً ، وردّة فعل كبيرة وغير مبررة ، والأسوأ اتهامهم المبطن وغير اللائق لجمعية الأصالة بـ ( الفاسق ) حينما افتتحوا ردّهم بقوله تعالى : ” ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا … “. وأعتقد أن أهل الدين والصلاح لاينبغي وصفهم بذلك لمجرّد الاختلاف معهم .